(قالَ اهْبِطُوا). خطاب لآدم وحوّاء وذرّيّتهما ، أو لهما ولإبليس. كرّر الأمر له تبعا ليعلم أنّهم قرناء أبدا ، أو أخبر عمّا قال لهم متفرّقا. (١)
عبد الله بن سنان قال : سئل الصادق عليهالسلام وأنا حاضر : كم لبث آدم وزوجته في الجنّة حتّى خرجا منها؟ فقال : إنّ الله نفخ في آدم روحه بعد زوال الشمس يوم الجمعة ، ثمّ برأ زوجته من أسفل أضلاعه ، ثمّ أسجد له ملائكته وأسكنه جنّته من يومه ذلك. فو الله ما استقرّ فيها إلّا ستّ ساعات في يومه ذلك حتّى عصى الله فأخرجهما منها بعد غروب الشمس وما باتا فيها وصيّرا بفناء الجنّة حتّى أصبحا فبدت لهما سوآتهما. فقال الله لهما : اهبطا من سمواتي إلي الأرض. فإنّه لا يجاورني في جنّتي عاص ولا في سمواتي. (٢)
(بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ). في موضع الحال. أي : متعادين. (مُسْتَقَرٌّ) : استقرار. أو : موضع استقرار. (وَمَتاعٌ) : تمتّع. (إِلى حِينٍ) إلى حين انقضاء آجالكم. (٣)
[٢٥] (قالَ فِيها تَحْيَوْنَ وَفِيها تَمُوتُونَ وَمِنْها تُخْرَجُونَ)
(تُخْرَجُونَ) للجزاء. (٤)
(فِيها) ؛ أي : في الأرض. (تُخْرَجُونَ). غير عاصم بضمّ التاء. (٥)
[٢٦] (يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ)
(قَدْ أَنْزَلْنا) ؛ أي : خلقناه لكم بتدبيرات سماويّة وأسباب نازلة. ونظيره قوله : (وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ)(٦) وقوله : (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ)(٧). (٨)
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٣٥.
(٢) تفسير العيّاشيّ ٢ / ١٠ ـ ١١ ، ح ١١.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٣٥.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٣٥.
(٥) مجمع البيان ٤ / ٦٢٨ ـ ٦٢٩.
(٦) الزمر (٣٩) / ٦.
(٧) الحديد (٥٧) / ٢٥.
(٨) تفسير البيضاويّ ١ / ٣٣٥.