(وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ)(١) ولا يعلم تأويل الكتاب إلّا الراسخون في العلم (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ).(٢) قال أبو عبدالله عليهالسلام: «نحن الراسخون في العلم ونحن نعلم تأويله».
وإذا ثبت أنّ المطهَّرين هم المقرّبون ـ كما تقدّم ذكره من أنّ المقرّبين هم عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام ـ فإنّ الكتاب المكنون لا يمسّه إلّا المطهَّرون.
أخرج السيوطي عن ابن مردويه بسند رواه عن ابن عباس عن النبي صلىاللهعليهوآله في قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ) قال: عند الله في صحف مطهَّرة (لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) قال: المقرّبون (٣).
وإذا كان المطهَّرون هم المقرّبون الذين يمسّون الكتاب ويعلمون تأويل بواطنه فإنّ لهم الحجّية من الله تعالى على الخلق، إذ الحجّة هو الموصل لمعرفة الطريق إلى الله.
ومن هنا نعلم أنّ إحاطتهم عليهمالسلام بكلّ شيء دليل حجّيتهم، إذ علمهم بالكتاب يعمّ علمهم بكلّ شيء، فالكتاب محفوظ فيه علم كلّ شيء
__________________
(١) الزخرف/ ٤.
(٢) آل عمران/ ٧.
(٣) الدر المنثور ٨/ ٢٦ (ذيل آية ٧٧ من سورة الواقعة).