يضاهي ويعظم عمّا صرّح به في مقامات مريم فيغنينا في الإستدلال عن الأولوية وإن كانت هي حقيقة ثابتة في روايات الفريقين فليس بدعاً إذَنْ أن تعتقد الإمامية ما تعتقده في فاطمة الزهراء عليهاالسلام.
فإنّ صريح القرآن يثبت حجّية مريم بما لها من المقامات الإلهية الثابتة وهي حجّة لإحدى الشرائع السماوية فكيف بفاطمة الزهراء عليهاالسلام وقد أثبت لها صريح القرآن دخولها تحت عنوان أهل البيت الذي شمل نبيّ الشريعة الخاتمة! مما يعني أنّ هناك مقاماتٍ يشترك بها أهل البيت تخصصها بعد ذلك رتبهم الإلهية.
قال تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(١).
اتفق الفريقان على نزولها في أهل البيت، محمد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام.
أخرج السيوطي عن ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن أمّ سلمة رضي الله عنها زوج النبيّ صلىاللهعليهوآله:
«إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان ببيتها على منامة له، عليه كساء خيبري، فجاءت فاطمة رضي الله عنها ببرمة فيها خزيرة، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله:
__________________
(١) الأحزاب/ ٣٣.