[٤٥] (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخاشِعِينَ)
قيل : إنّه خطاب لليهود ومعناه أنّ حبّ الرئاسة كان يمنع علماء اليهود عن متابعة النبيّ صلىاللهعليهوآله. فقال تعالى : استعينوا على الوفاء بعهدي بالصبر على ضيق المعاش الذي تأخذون الأموال من عوامّكم بسببه. وإن قلنا إنّه الصوم ، فهو يذهب بالشره. قال عليهالسلام : الصوم وجاء أمّتي. وأمّا الصلاة فلأنّه يتلى فيها ما يرغّب فيما عند الله ويزهّد في حبّ الرئاسة. وقيل : إنّه خطاب للمسلمين ؛ أمروا بالاستعانة على مهمّات أمورهم بهما. (وَإِنَّها) ؛ أي : الصلاة ـ لقربها ـ (لَكَبِيرَةٌ) ؛ أي : ثقيلة. (الْخاشِعِينَ) ؛ أي : المتواضعين لله تعالى. فإنّهم وطّنوا أنفسهم على فعلها. (١)
قال الصادق عليهالسلام : «الصبر» الصيام. (٢)
[٤٦] (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ)
عن أمير المؤمنين عليهالسلام : (يَظُنُّونَ) ؛ أي : يوقنون أنّهم يحشرون ويجزون بالثواب والعقاب. (٣)
(وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ) ؛ أي : إلى مكان لا يملك أحد فيه نفعا ولا ضرّا كما كانوا في بدء الخلق. ويجوز أن يكون (راجِعُونَ) بمعنى صائرون.
(الَّذِينَ يَظُنُّونَ). في موضع الجرّ صفة للخاشعين. و (يَظُنُّونَ) ؛ أي : يوقنون أنّهم ملاقو ما وعدهم ربّهم. كقوله : (إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ). (٤) وقيل : إنّه بمعنى الظنّ غير اليقين. أي : يظنّون أنّهم ملاقو ربّهم بذنوبهم لشدّة إشفاقهم من الإقامة على معصية الله. (٥)
(يَظُنُّونَ). ويؤيّد الظنّ بمعنى اليقين أنّ في مصحف ابن مسعود : «يعلمون» (٦)
__________________
(١) مجمع البيان ١ / ٢١٧ ـ ٢١٨.
(٢) تفسير العيّاشيّ ١ / ٤٣ ، ح ٤٠.
(٣) التوحيد / ٢٦٧.
(٤) الحاقّة (٦٩) / ٢٠.
(٥) مجمع البيان ١ / ٢١٩ ـ ٢٢٠.
(٦) تفسير البيضاويّ ١ / ٥٩.