يَقُولُونَ) من التثليث. (١)
[٧٤] (أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
(أَفَلا يَتُوبُونَ) ؛ أي : أفلا يتوبون بالانتهاء عن تلك العقائد والأقوال الزائغة ويستغفرون بالتوحيد والتنزيه عن الاتّحاد والحلول بعد هذا التهديد؟ (غَفُورٌ) يمنحهم من فضله إن تابوا. وفي هذا الاستفهام تعجيب من إصرارهم. (٢)
[٧٥] (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)
(الرُّسُلُ) ؛ أي : ما هو إلّا رسول كالرسل قبله خصّه الله بآيات كما خصّهم بها. فإن أحيا الموتى على يده ، فقد أحيا العصا وجعلها حيّة تسعى على يد موسى وهو أعجب. وإن خلقه من غير أب ، فقد خلق آدم من غير أب وأمّ وهو أغرب. (صِدِّيقَةٌ) ؛ أي : كسائر النساء اللّاتي يلازمن الصدق أو يصدّقن الأنبياء. (يَأْكُلانِ الطَّعامَ) : يأكلانه ويفتقران إليه افتقار الحيوانات. (٣)
عن أمير المؤمنين عليهالسلام : يعني أنّ من أكل الطعام كان له ثقل ، ومن كان له ثقل ، فهو بعيد عمّا ادّعته النصارى لابن مريم. (٤)
(يُؤْفَكُونَ) : كيف يصرفون عن استماع الحقّ وتأمّله؟ وثمّ لتفاوت ما بين العجبين. أي : إنّ بياننا [للآيات] عجيب وإعراضهم عنها أعجب. (٥)
[٧٦] (قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَاللهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
__________________
(١) مجمع البيان ٣ / ٣٥٣.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٢٧٨.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٢٧٨.
(٤) الاحتجاج ١ / ٣٧٠.
(٥) تفسير البيضاويّ ١ / ٢٧٨.