شيئا منها ـ كقوله : (فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً)(١) ـ من حيث إنّ كتمان البعض والكلّ سواء في الشناعة واستجلاب العقاب. (وَاللهُ يَعْصِمُكَ). إزاحة لمعاذيره. (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) ؛ أي : لا يمكّنهم ممّا يريدون. وعن النبيّ صلىاللهعليهوآله : بعثني الله برسالته ، فضقت بها ذرعا. فأوحى إليّ : إن لم تبلّغ رسالاتي ، عذّبتك. وضمن لي العصمة ، فقويت. (٢)
(إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي). روي أنّه عليهالسلام كان يحرس حتّى نزلت ، فأخرج رأسه من قبة أدم وقال : انصرفوا يا أيّها الناس. فقد عصمني ربّي. (٣)
(رِسالَتَهُ). نافع وابن عامر : (رِسالاتِهِ) بالجمع وكسر التاء. (٤)
[٦٨] (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَكُفْراً فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ)
(قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ) ـ الآية. النزول : قال ابن عبّاس : جاء جماعة من اليهود إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقالوا : ألست تقول : التوراة من عند الله؟ قال : بلى. قالوا : فإنّا نؤمن بها ولا نؤمن بما عداها. فنزلت. (٥)
(حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ). ومن إقامتها الإيمان بمحمّد صلىاللهعليهوآله والإذعان بحكمه. والمراد إقامة أصولها وما لم ينسخ من فروعها. (٦)
(ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ). عن أبي جعفر عليهالسلام : هو ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام. (٧)
(فَلا تَأْسَ) ؛ أي : لاتحزن عليهم لزيادة طغيانهم وكفرهم بما تبلّغه إليهم. فإنّ ضرر ذلك لا حق بهم. (٨)
__________________
(١) المائدة (٥) / ٣٢.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٢٧٥ ـ ٢٧٦.
(٣) الكشّاف ١ / ٦٦٠.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ٢٧٥ ـ ٢٧٩.
(٥) مجمع البيان ٣ / ٣٤٥.
(٦) تفسير البيضاويّ ١ / ٢٧٦.
(٧) تفسير العيّاشيّ ١ / ٣٣٤ ، ح ١٥٦.
(٨) تفسير البيضاويّ ١ / ٢٧٦.