الحياة الأبديّة. (وَمِنْهاجاً) : طريقا واضحا في الدين. واستدلّ به على أنّا غير متعبّدين بالشرائع المتقدّمة. (أُمَّةً واحِدَةً) : جماعة متّفقة على دين واحد في جميع الأعصار من غير نسخ وتحويل. ومفعول (لَوْ شاءَ) محذوف دلّ عليه الجواب. وقيل : المعنى : لو شاء الله اجتماعكم لأجبركم عليه. (لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ) من الشرائع المختلفة المتناسبة لكلّ عصر وقرن هل تعملون بها مذعنين لها معتقدين أنّ اختلافها بمقتضى الحكمة الإلهيّة أم تزيغون عن الحقّ وتفرّطون في العمل. (١)
(لَجَعَلَكُمْ) ؛ أي : لجمعكم على الحقّ بالقدرة. (واحِدَةً). قيل : لو شاء الله لم يبعث إليكم نبيّا فتكونون متعبّدين بالعقل وتكونون أمّة واحدة ، ولكن ليختبركم [فيما كلّفكم] من العبادات وهو عالم بما يؤول إليه أمركم. (فَاسْتَبِقُوا) : سابقوا الأمم إلى الطاعات. (٢)
(فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ) : فابتدروها انتهازا للفرصة وحيازة لفضل السبق والتقدّم. (إِلَى اللهِ). استئناف فيه تعليل الأمر بالاستباق ووعد ووعيد للمبادرين والمقصّرين. (٣)
[٤٩] (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّما يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفاسِقُونَ)
(وَأَنِ احْكُمْ). عطف على الكتاب ، أي : أنزلنا إليك الكتاب والحكم ، أو على الحقّ ، أي : أنزلناه بالحقّ وبأن احكم. ويجوز أن يكون جملة بتقدير : وأمرنا أن احكم. (٤)
(بِما أَنْزَلَ اللهُ). إنّما كرّر سبحانه الأمر بالحكم بينهم ، لأنّهم احتكموا إليه في زنى المحصن ثمّ احتكموا إليه في قتيل كان بينهم. وهو المرويّ عن أبي جعفر عليهالسلام. (٥)
(أَنْ يَفْتِنُوكَ) ؛ أي : يصرفوك عنه. وأن بصلته بدل من «هم» بدل الاشتمال ، أي احذروا
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٢٦٩.
(٢) مجمع البيان ٣ / ٣١٤.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٢٦٩.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ٢٦٩.
(٥) مجمع البيان ٣ / ٣١٥ ـ ٣١٦.