أنزل على من بعد موسى من الذين سمّاهم ومن لم يسمّهم. عن ابن عبّاس. (١)
(كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ). فجمع له كلّ وحي. عن أبي جعفر عليهالسلام. (٢)
(وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ) ـ الآية. خصّهم بالذكر مع اشتمال النبيّين عليهم تعظيما لهم. فإنّ إبراهيم أوّل أولي العزم وعيسى آخرهم والباقون أشرف الأنبياء ومشاهيرهم. (زَبُوراً). حمزة بضمّ الزاء ؛ وهو جمع زبر بمعنى مزبور. (٣)
(وَالْأَسْباطِ). وهم أولاد يعقوب. وقيل : إنّ الأسباط في أولاد إسحاق كالقبائل في أولاد إسماعيل. وقد بعث منهم عدّة رسل كيوسف وداوود وسليمان وموسى وعيسى عليهمالسلام. فيجوز أن يكون أراد بالوحي إليهم الوحي إلى الأنبياء منهم. ولم يصحّ أنّ الأسباط الذين هم إخوة يوسف كانوا أنبياء. (وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ). قدّم عيسى على الأنبياء الذين كانوا قبله لشدّة العناية بأمره لغلوّ اليهود في الطعن فيه. والواو لا يوجب الترتيب. (٤)
(زَبُوراً). زبرت الكتاب ؛ أي : كتبته. فغلب ... كتاب داوود. (ج)
[١٦٤] (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً)
(قَدْ قَصَصْناهُمْ) ؛ أي : سمّيناهم. (٥)
(مِنْ قَبْلُ) ؛ أي : من قبل هذه السورة أو اليوم. (٦)
(وَكَلَّمَ اللهُ). عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ الله ناجى موسى بمائة ألف كلمة وأربعة وعشرين ألف كلمة في ثلاثة أيّام ولياليهنّ ما طعم فيها موسى ولا شرب فيها. انصرف إلى بني إسرائيل وسمع كلامهم ، مقتهم لما كان وقع في مسامعه من حلاوة كلام
__________________
(١) مجمع البيان ٣ / ٢١٧.
(٢) تفسير العيّاشيّ ١ / ٢٥٨ ، ح ٣٠٥.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٢٤٨ ـ ٢٤٩.
(٤) مجمع البيان ٣ / ٢١٦ ـ ٢١٧.
(٥) كمال الدين ١ / ٢١٥ ، ح ٢.
(٦) تفسير البيضاويّ ١ / ٢٤٩.