لا يقطعها. (حَسَنَةً). قرأ ابن كثير بالرفع ، على معنى : إن تحدث حسنة. فيكون كان تامّة. وقرأ ابن كثير وابن عامر : (يُضاعِفْها) بالتشديد. وهما لغتان. (١)
[٤١] (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً)
(فَكَيْفَ إِذا جِئْنا). لمّا وصف حال المتكبّرين قال : كيف يصنع الأمم إذا جئنا من كلّ أمّة بشهيد؟ يعني أنّ الله يستشهد يوم القيامة كلّ نبيّ على أمّته يشهد عليها ويأتي بك ـ يا محمّد ـ شاهدا على أمّتك. والمراد تحذير الناس عن هول ذلك اليوم. لأنّ الشهادة لا تكون إلّا على رؤوس الأشهاد. هذا ما قاله المفسّرون. (٢) وأمّا الوارد في الأخبار عن الإمام أبي عبد الله عليهالسلام فهو : انّ الآية نزلت في أمّة محمّد صلىاللهعليهوآله خاصّة ، في كلّ قرن منهم إمام شاهد عليهم. ومحمّد صلىاللهعليهوآله شاهد علينا. (٣)
وورد أيضا معنى ثالث رواه شيخنا الطبرسيّ في كتاب الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليهالسلام وحاصله : انّ الله يسأل الرسل عن تأدية الرسالات إلى قومهم ، فيخبرون أنّهم قد أدّوا إلى أممهم. وتسأل الأمم فيجحدون فيقولون : (ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ). (٤) فتستشهد الرسل رسول الله صلىاللهعليهوآله فيشهد بصدق الرسل. فهو معنى قوله : (عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً). (٥)
والتي لا تحمل ، يكتب قوله تعالى : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا) إلى : (حَدِيثاً) على قطعة من حلواء في ليلة الجمعة ويأكلها الزوجان فيجامعا ، تحمل إن شاء الله.
[٤٢] (يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً)
(لَوْ تُسَوَّى). أهل الكوفة غير عاصم مفتوحة التاء خفيفة السين. وقرأ نافع وابن عامر
__________________
(١) مجمع البيان ٣ / ٧٦.
(٢) مجمع البيان ٣ / ٧٧.
(٣) الكافي ١ / ١٩٠.
(٤) المائدة (٥) / ١٩.
(٥) الاحتجاج ١ / ٣٦٠ ـ ٣٦١.