الخارجة. ويجوز أن يكون وعيدا لهم بأن يقرن بهم الشيطان في النار. (١)
[٣٩] (وَما ذا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللهُ وَكانَ اللهُ بِهِمْ عَلِيماً)
(وَما ذا عَلَيْهِمْ) ؛ أي : أيّ شيء عليهم (لَوْ آمَنُوا بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)؟ قطع الله سبحانه بها عذر الكفّار في العدول عن الإيمان وأبطل قول من قال إنّهم لا يقدرون على الإيمان. لأنّه لا يحسن أن يقال للعاجز عن الشيء : ماذا عليك لو فعلت كذا؟ وقيل : معناه : ماذا عليهم لو جمعوا إلى إنفاقهم الإيمان بالله لينفعهم الإنفاق؟ (عَلِيماً). فلا ينفعهم ما ينفقونه على جهة الرئاء. (٢)
(وَما ذا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا). وإنّما قدّم الإيمان هنا وأخّره في الآية الأخرى ، لأنّ القصد بذكره إلى التخصيص هنا والتعليل ثمّ. (٣)
[٤٠] (إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً)
(مِثْقالَ ذَرَّةٍ) ؛ أي : زنة ذرّة ؛ وهي النملة الحمراء الصغيرة التي لا تكاد ترى وهي أصغر النمل. وقيل : جزء من أجزاء الهباء في الكوّة من أثر الشمس. وإنّما لا يجوز عليه الظلم لأنّه عالم بقبحه مستغن عنه وعالم بغناه ، ومن يختار القبيح يختاره إمّا بجهله به أو لحاجته إليه لدفع [ضرر] أو لجرّ نفع ، وهو تعالى منزّه عن [جميع] ذلك. ولم يذكر سبحانه الذرّة لقصر الحكم عليها ، بل لأنّها أقلّ شيء ممّا يدخل وهم البشر. (يُضاعِفْها) ؛ أي : وإن تك زنة الذرّة حسنة يقبلها ويجعلها أضعافا كثيرة. وقيل : يجعلها ضعفين. وقيل : معناه : يديمها و
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٢١٥.
(٢) مجمع البيان ٣ / ٧٥.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٢١٥.