عَظِيماً).
(وَاللهُ يُرِيدُ). كرّره للتأكيد والمبالغة. (وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ) ؛ يعني : الفجرة. فإنّ اتّباع الشهوات الائتمار لها. وأمّا المتعاطي لما سوّغه الشرع منها دون غيره ، فهو متّبع له في الحقيقة لا لها. وقيل : اليهود. فإنّهم يحلّون الأخوات من الأب وبنات الأخ والأخت. (أَنْ تَمِيلُوا) بموافقتهم على اتّباع الشهوات واستحلال المحرّمات. (١)
[٢٨] (يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً)
(أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ). فلذلك شرع لكم الشريعة السمحة السهلة ورخّص لكم في المضايق كإحلال نكاح الأمة. (ضَعِيفاً) لا يصبر عن الشهوات ولا يتحمّل مشقّة الطاعات. (٢)
[٢٩] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً)
(وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) بارتكاب المعاصي والآثام. فإنّ ذلك هو القتل للنفس حقيقة. أو : لا تقتلوا أنفسكم بإلقائها إلى التهلكة ليتّفق قتلها. أو : لا تقتلوها حقيقة كما يفعله بعض الجهلة حينما يعرض له غمّ أو خوف شديد. وفي الحديث عنه صلىاللهعليهوآله أنّه قال : من قتل نفسه ، عذّب في النار خالدا فيها. أو : ولا يقتل بعضكم بعضكم. فإنّكم بمثابة نفس واحدة. [أو] لأنّكم إذا قتلتم غيركم قتلتم به قصاصا فيكون قد قتلتم أنفسكم. وقيل : إنّ الكلام على ظاهره. فإنّ الله كلّف بني إسرائيل أن يقتلوا أنفسهم ليكون القتل توبة لهم عن ذنوبهم ورفع ذلك عن أمّة محمّد صلىاللهعليهوآله رحمة لهم. كما أشار إليه بقوله : (كانَ بِكُمْ رَحِيماً). وقيل : إنّ من قتل النفس أن يغتسل في البرد في الذي يسوغ له التيمّم.
(لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ) : بما لم يبحه الشرع كالغصب والقمار. (إِلَّا أَنْ تَكُونَ).
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٢١١.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٢١١.