شأنهم ـ فإنّ أكثر المؤمنين كانوا فقراء ومنهم موالي ـ أو للتجلّد وعدم المبالاة بمن آمن منهم ، إن فسّر الناس بعبد الله بن سلام ونحوه. (١)
(وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ). فيها دلالة على من قال بأنّ الكفّار معاندون عالمون بخطاء ما هم عليه وأنّ المعرفة ضرورة. (٢)
(السُّفَهاءُ). لأنّ من أعرض عن الدليل ثمّ نسب المتمسّك به إلى السفه ، فهو السفيه. وكذا من باع آخرته بدنياه. وإنّما فصلت هذه الآية بلا يعلمون والتي قبلها بلا يشعرون ، لأنّ الوقوف على أنّ المؤمنين على الحقّ وهم على الباطل أمر عقليّ نظريّ وأمّا النفاق وما يؤول إليه من الفساد في الأرض أمر دنيويّ مبنيّ على العادات وخصوصا عند العرب في جاهليّتهم وما كان قائما بينهم من التجارب ، فهو كالمحسوس. ولأنّه قد ذكر السفه وهو جهل فكان ذكر العلم أحسن طباقا. (٣)
[١٤] (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ)
(شَياطِينِهِمْ) : رؤسائهم من الكفّار أو اليهود الذين أمروهم بالتكذيب. وعن الباقر عليهالسلام أنّهم كهناؤهم. (٤)
(إِلى شَياطِينِهِمْ). بمعنى مع ، أو بمعنى الباء. أو من خلاك ذمّ ؛ أي : عداك ومضى عنك. (٥)
الشيطان ؛ جعل سيبويه نونه تارة أصليّة ، على أنّه من شطن إذا بعد ، فإنّه بعيد عن الصلاح ، وأخرى زائدة ، على أنّه من شاط إذا بطل. (٦)
[١٥] (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ)
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٢٧.
(٢) التبيان ١ / ٧٦.
(٣) تفسير النيسابوريّ ١ / ١٥٩.
(٤) مجمع البيان ١ / ١٤٠.
(٥) التبيان ١ / ٧٩ ، ومجمع البيان ١ / ١٤٠ ، وتفسير البيضاويّ ١ / ٢٨.
(٦) تفسير البيضاويّ ١ / ٢٨.