(يَكْذِبُونَ). قرأ الكوفيّون بفتح الياء مخفّفا ، والباقون بضمّها مشدّدا. (١)
[١١ ـ ١٢] (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ (١١) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ)
(قِيلَ). الكسائيّ بإشمام الكسر حيث وقع. والباقون بالكسر. (٢)
(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ). نزلت في المنافقين الأوّلين. وعن سلمان رضى الله عنه أنّ أهل هذه الصفة لم يأتوا بعد. أي : إذا قيل لهم لا تفسدوا بالمعاصي أو الصدّ عن الإيمان أو تحريف الكتاب ، قالوا : إنّما نحن مصلحون في اعتقادنا لنسلم من الفريقين. أو إنّنا لا نفعل شيئا ممّا يقولون. وإنّما جاز تكليفهم وإن لم يشعروا أنّهم على ضلال ، لأنّ لهم طريقا إلى العلم بذلك. (٣)
(مُصْلِحُونَ) ؛ أي : نريد الإصلاح بين المؤمنين وأهل الكتاب. (٤)
(مُصْلِحُونَ). لأنّهم تصوّروا الفساد بصورة الصلاح ، لما في قلوبهم من المرض. كما قال الله تعالى : (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً)(٥). (٦)
[١٣] (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ)
(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا) ؛ أي : إذا قيل للمنافقين : آمنوا بالقلب كإيمان الناس. وهم من آمن حقيقة من المؤمنين الذين يستحقّون إطلاق الإنسانيّة عليهم. أو المراد منهم من آمن حقيقة من اليهود كعبد الله بن سلام وأضرابه. (٧)
(أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ). السفه : خفّة العقل ونقصان الحلم. والهمزة فيه للإنكار. واللّام مشار بها إلى الناس أو الجنس بأسره. وإنّما سفّهوهم لاعتقادهم فساد رأيهم ولتحقير
__________________
(١) التيسر / ٦٢.
(٢) التيسير / ٦٢.
(٣) مجمع البيان ١ / ١٣٨.
(٤) التبيان ١ / ٧٦.
(٥) فاطر (٣٥) / ٨.
(٦) تفسير البيضاويّ ١ / ٢٧.
(٧) الكشّاف ١ / ٦٤.