[١٧١] (يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ)
(يَسْتَبْشِرُونَ). يعني الذين قتلوا في سبيل الله. (بِنِعْمَةٍ). النعمة ما استحقّوه بطاعتهم. والفضل ما زادهم به من المضاعفة في الأجر. (١)
(يَسْتَبْشِرُونَ). كرّر للتوكيد ، وليعلّق به ما هو بيان لقوله : (أَلَّا خَوْفٌ). ويجوز أن يكون الأوّل بحال إخوانهم وهذا بحال أنفسهم. (وَأَنَّ اللهَ لا يُضِيعُ). من جملة المستبشر به. عطف على (فَضْلٍ). وقرأ الكسائيّ بالكسر على أنّه استئناف معترض دالّ على أنّ ذلك أجر لهم على إيمانهم مشعر بأنّ من لا إيمان له أعماله محبطة وأجوره مضيّعة. (٢)
(وَأَنَّ اللهَ). قرأ الكسائيّ بكسر الألف. (٣)
[١٧٢] (الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ)
(الَّذِينَ اسْتَجابُوا). صفة للمؤمنين. أو نصب على المدح. أو مبتدأ خبره (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا). والمقصود من ذكر الوصفين ـ أعني الإحسان والتقوى ـ المدح والتعليل ، أي بأنّ لهم أجرا عظيما للإحسان والتقوى ، لا التقييد لأنّ المستجيبين كلّهم محسنون متّقون. روي أنّ أبا سفيان وأصحابه لمّا رجعوا من أحد فبلغوا الروحاء ، ندموا وهمّوا بالرجوع ، فبلغ ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله فندب أصحابه للخروج في طلبه وقال : لا يخرج معنا إلّا من حضر يومنا بالأمس. فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله مع جماعة حتّى بلغوا حمراء الأسد ؛ وهي على ثمانية أميال من المدينة. وكان بأصحابه القرح ، فتحاملوا على أنفسهم حتّى لا يفوتهم الأجر. وألقى الله الرعب في قلوب المشركين [فذهبوا]. فنزلت. (٤)
[١٧٣] (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً
__________________
(١) مجمع البيان ٢ / ٨٨٤ ـ ٨٨٥.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ١٩٠.
(٣) مجمع البيان ٢ / ٨٧٩ ـ ٨٨٠.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ١٩٠.