حسرة في قلوبهم. فإنّ مخالفتهم ومضادّتهم ممّا يغمّهم. (وَاللهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ). ردّ لقولهم. أي : هو المؤثّر في الحياة والممات لا الإقامة والسفر. فإنّه تعالى قد يحيي المسافر والغازي ويميت المقيم والقاعد. (بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ). تهديد للمؤمنين على أن يماثلوا. وقرأ حمزة وابن كثير بالياء على أنّه وعيد للّذين كفروا. (١)
[١٥٧] (وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)
(فِي سَبِيلِ اللهِ) : الجهاد ، (أَوْ مُتُّمْ) قاصدين مجاهدة الكفّار ، استوجبتم مغفرة من الله ورحمة. والمغفرة الصفح عن الذنوب. والرحمة الثواب والجنّة. وهاتان خير من الأموال الدنيويّة. (٢)
(مِمَّا يَجْمَعُونَ). بالياء ، حفص عن عاصم. والباقون بالتاء. (٣)
عن الباقر عليهالسلام أنّه سئل عن قوله : (وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ) قال لجابر ـ وهو السائل ـ : أتدري ما سبيل الله؟ قال : لا والله إلّا [أن] أسمعه منك؟ قال : سبيل الله عليّ عليهالسلام وذرّيّته. وسبيل الله ، من قتل في ولايته ، قتل في سبيل الله. ومن مات في ولايته ، مات في سبيل الله. (٤)
(مُتُّمْ). بضمّ الميم وكسرها ، من مات يموت ومات يميت. أي : ولئن تمّ عليكم ما تخافونه من الهلاك بالموت أو القتل في سبيل الله ، فإنّه خير من الدنيا ومنافعها لو لم تموتوا. (٥)
[١٥٨] (وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ)
(وَلَئِنْ مُتُّمْ). نافع بالكسر. (تُحْشَرُونَ) فيجازي كلّا منكم على أعماله. (٦)
[١٥٩] (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ١٨٦.
(٢) مجمع البيان ٢ / ٨٦٧.
(٣) مجمع البيان ٢ / ٨٦٥.
(٤) معاني الأخبار / ١٦٧.
(٥) الكشّاف ١ / ٤٣١.
(٦) مجمع البيان ٢ / ٨٦٥ و ٨٦٧.