وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)
القرح بالفتح والضمّ واحد. وقيل : هو بالفتح الجراح وبالضمّ ألمها. (قَرْحٌ) ؛ أي : جرح. قرأ أهل الكوفة غير حفص بضمّ القاف فيهما. (مِثْلُهُ) يوم أحد أو بدر. قال أنس بن مالك : أتى رسول الله صلىاللهعليهوآله بعليّ عليهالسلام يوم أحد وعليه نيّف وستّون جراحة ، فجعل رسول الله صلىاللهعليهوآله يمسحها وهي تلتئم بإذن الله كأن لم تكن. (١)
(نُداوِلُها) ؛ أي : نصرفها مرّة لفرقة ومرّة عليها. (وَلِيَعْلَمَ اللهُ). المفعول الثاني ليعلم محذوف. أي : تلك الأيّام نداولها بين الناس لوجوه من المصالح وليعلم الله الذين آمنوا متميّزين بالإيمان من غيرهم ، أو ليعلم الله الذين آمنوا بما يظهر من صبرهم على جهاد عدوّهم. أي يعاملهم معاملة من يعرفهم بهذه الحال. وقيل : معناه : وليعلم أولياء الله الذين آمنوا. وإنّما أضاف إلى نفسه تفخيما. (وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ) ؛ أي : يكرم بالشهادة من قتل يوم أحد. (٢)
(وَلِيَعْلَمَ اللهُ) ؛ أي : ليعلمهم علما يتعلّق به الجزاء وهو أن يعلمهم موجودا منهم الثبات. (٣)
[١٤١] (وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ)
أصل التمحيص التخليص. أي : ليخلّص الذين آمنوا من الذنوب ويهلك الكافرين. (٤)
(وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ) ؛ أي : يهلكهم بالقتل إن كانت الدولة عليهم. (٥)
[١٤٢] (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)
__________________
(١) مجمع البيان ٢ / ٨٤٢ ـ ٨٤٣.
(٢) مجمع البيان ٢ / ٨٤٥.
(٣) الكشّاف ١ / ٤١٩ ـ ٤٢٠.
(٤) مجمع البيان ٢ / ٨٤٥.
(٥) تفسير البيضاويّ ١ / ١٨٢.