(وَلَمْ يُصِرُّوا). عن الباقر عليهالسلام : الإصرار أن يذنب فلا يستغفر الله ولا يحدّث نفسه بتوبة. (١)
[١٣٦] (أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ)
(أُولئِكَ). خبر للّذين ، إن ابتدأت به. وجملة مستأنفة مبيّنة لما قبلها ، إن عطفتها على المتّقين ، أو على الذين ينفقون. ولا يلزم من إعداد الجنّة للمتّقين والتائبين جزاء لهم أن لا يدخلها المصرّون ، كما لا يلزم من إعداد النار للكافرين جزاء لهم أن لا يدخلها غيرهم. (أَجْرُ الْعامِلِينَ). لأنّ المتدارك لتقصيره كالعامل لتحصيل بعض ما فوّت على نفسه. والمخصوص بالمدح محذوف. تقديره : ونعم أجر العاملين ذلك. يعني المغفرة والجنّات. (٢)
[١٣٧] (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)
(سُنَنٌ) ؛ أي : وقائع سنّها الله تعالى في الأمم المكذّبة ؛ كقوله : (وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً* سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ). (٣) وقيل : أمم. (فَسِيرُوا) لتعتبروا بما ترون من آثار هلاكهم. (٤)
(كانَ). أي : تعرّفوا أخبار المكذّبين وما نزل بهم لتتّعظوا بذلك وتنتهوا عن مثل ما فعلوه ولا تسلكوا في الإنكار طريقتهم فيحلّ بكم من العذاب ما أحلّ بهم. وأراد بالمكذّبين ، الجاحدين للبعث والنشور والثواب والعقاب ، جازاهم الله في الدنيا بعذاب الاستئصال وفي الآخرة بأليم العذاب. (٥)
[١٣٨] (هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ)
__________________
(١) الكافي ٢ / ٢٨٨.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ١٨١.
(٣) الاحزاب (٣٣) / ٦١ ـ ٦٢.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ١٨١.
(٥) مجمع البيان ٢ / ٨٤١.