بنو إسرائيل أكرم على الله منّا. كان أحدهم إذا أذنب أصبحت كفّارة ذنبه مكتوبة على عتبة بابه : اجدع أنفك أو أذنك ، أو افعل كذا. فسكت رسول الله صلىاللهعليهوآله. فنزلت الآية فقال : ألا أخبركم بخير من ذلكم؟ وقرأ عليهم هذه الآية. (١)
(وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا) ـ الآية. عن أبي عبد الله عليهالسلام : لمّا نزلت هذه الآية صعد إبليس جبلا بمكّة يقال له ثور ، فصرخ بعفاريته فاجتمعوا إليه ، فقالوا : يا سيّدنا ، لم دعوتنا؟ قال : نزلت هذه الآية. فمن لها؟ فقال الوسواس الخناس : أنا لها. قال : بما ذا؟ قال : أعدهم وأمنيّهم حيث يواقعوا الخطيئة فإذا واقعوا الخطيئة أنسيتهم الاستغفار. فقال : أنت لها. فوكّله بها إلى يوم الوقت المعلوم. (٢)
(فاحِشَةً) : فعلة بالغة في الفحش كالزنى. (٣)
(فاحِشَةً). يعني الزنى. عنه صلىاللهعليهوآله : (أَوْ ظَلَمُوا) بما هو أعظم من الزنى ونبش القبور وأخذ الأكفان. (٤)
(أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) بأن أذنبوا أيّ ذنب كان. وقيل : الفاحشة الكبيرة. وظلم النفس الصغيرة. ولعلّ الفاحشة ما يتعدّى وظلم النفس ما ليس كذلك. (٥)
(ذَكَرُوا اللهَ) ؛ أي : خافوا الله فعجّلوا التوبة. (٦)
(فَاسْتَغْفَرُوا) بالندم والتوبة. (وَمَنْ يَغْفِرُ). استفهام بمعنى النفي ، معترض بين المعطوفين. والمراد به وصفه تعالى بسعة الرحمة وعموم المغفرة والحثّ على الاستغفار والوعد بقبول التوبة. (ذَكَرُوا اللهَ) : تذكّروا وعيده أو حكمه أو حقّه العظيم. (وَلَمْ يُصِرُّوا) : ولم يقيموا على ذنوبهم غير مستغفرين. (وَهُمْ يَعْلَمُونَ). حال من (لَمْ يُصِرُّوا) [أي :] ولم يصرّوا على قبيح فعلهم عالمين به. (٧)
__________________
(١) مجمع البيان ٢ / ٨٣٩.
(٢) أمالي الصدوق / ٣٧٦.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ١٨٠.
(٤) أمالي الصدوق / ٤٥.
(٥) تفسير البيضاويّ ١ / ١٨٠.
(٦) أمالي الصدوق / ٤٥.
(٧) تفسير البيضاويّ ١ / ١٨٠.