سبع أرضين لو وصل بعضها ببعض. (أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) ؛ أي : هيّئت لهم. وفيه دليل على أنّ الجنّة مخلوقة وأنّها خارجة عن هذا العالم. (١)
ويسأل فيقال : إذا كانت الجنّة عرضها السموات والأرض ، فأين تكون النار؟ وجوابه : انّه روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله لمّا سئل عن ذلك فقال : سبحان الله! إذا جاء النهار فأين اللّيل؟ وهذه معارضة فيها إسقاط المسألة على أنّ القادر على أن يذهب باللّيل حيث يشاء ، قادر على أن يخلق النار حيث يشاء. (٢)
(سارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ). عن عليّ عليهالسلام : [إلى] أداء الفرائض. (٣)
(وَالْأَرْضُ). عن الصادق عليهالسلام قال : إذا وضعوهما كذا. وبسط يديه إحداهما مع الأخرى. (٤)
[١٣٤] (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
(الَّذِينَ). صفة مادحة للمتّقين. (فِي السَّرَّاءِ) ؛ أي : في الأحوال كلّها. إذ الإنسان لا يخلو عن مسرّة أو مضرّة. (الْكاظِمِينَ) : الكافّين عن إمضائه مع القدرة. (الْعافِينَ) : التاركين عقوبة من استحقّوا مؤاخذته. (الْمُحْسِنِينَ). يحتمل الجنس ويدخل تحته هؤلاء ، والعهد فتكون الإشارة إليهم. (٥)
[١٣٥] (وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)
(وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا) ـ الآية. روي أنّ قوما من المؤمنين قالوا : يا رسول الله صلىاللهعليهوآله
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ١٨٠.
(٢) مجمع البيان ٢ / ٨٣٦ ـ ٨٣٧.
(٣) مجمع البيان ٢ / ٨٣٦.
(٤) تفسير العيّاشيّ ١ / ١٩٨.
(٥) تفسير البيضاويّ ١ / ١٨٠.