ذلك العدد. (وَيَأْتُوكُمْ) المشركون. (مِنْ فَوْرِهِمْ). مصدر من فارت القدر إذا غلت ، فاستعير للسرعة. والمعنى : إن يأتوكم من ساعتهم هذه (يُمْدِدْكُمْ) بالملائكة في حال إتيانهم. يريد أنّ الله يعجّل نصركم إن صبرتم واتّقيتم. (مُسَوِّمِينَ). معلمين أنفسهم أو خيلهم. قيل : معلمين بعمائم صفر مرخاة على أكتافهم. وعن قتادة : كانوا على خيل بلق. وعنه صلىاللهعليهوآله أنّه قال لأصحابه : تسوّموا. فإنّ الملائكة قد تسوّمت. (١)
(مُسَوِّمِينَ). قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم بكسر الواو. وقرأ الباقون بفتح الواو. (٢)
عن أبي الحسن عليهالسلام في قول الله : (مُسَوِّمِينَ) قال : العمائم. اعتمّ رسول الله صلىاللهعليهوآله فسدلها من بين يديه ومن خلفه. (٣)
وعن أبي جعفر عليهالسلام : كانت على الملائكة العمائم البيض المرسلة يوم بدر. وإنّ الملائكة الذين نصروا محمّدا صلىاللهعليهوآله يوم بدر في الأرض ما صعدوا بعد ولا يصعدون حتّى ينصروا صاحب هذا الأمر. وهم خمسة آلاف. (٤)
[١٢٦] (وَما جَعَلَهُ اللهُ إِلاَّ بُشْرى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ)
(وَما جَعَلَهُ اللهُ). أي الإمداد بالملائكة. (إِلَّا بُشْرى) ؛ أي : بشارة لكم بالنصر. (بِهِ) ؛ أي : بالنصر. (إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ) لا من عند المقاتلة إذا تكاثروا ، ولا من عند الملائكة ، ولكن ذلك ممّا يقوى به رجاء النصر والطمع في الرحمة ويربط على قلوب المجاهدين. (الْحَكِيمِ) الذي يعطي النصر ويمنعه لما يرى من المصلحة. (٥)
[١٢٧] (لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ)
__________________
(١) الكشّاف ١ / ٤١١ ـ ٤١٢.
(٢) مجمع البيان ٢ / ٨٢٧.
(٣) تفسير العيّاشيّ ١ / ١٩٦.
(٤) تفسير العيّاشيّ ١ / ١٩٧.
(٥) الكشّاف ١ / ٤١٢.