(لِيَقْطَعَ). قيل : إنّ قطع طرفهم يوم بدر. فإنّه قتل فيه صناديدهم. وقيل : هو يوم أحد ؛ قتل فيه ثمانية عشر رجلا. (١)
(لِيَقْطَعَ). متعلّق بقوله : (نَصَرَكُمُ اللهُ) أو بقوله : (وَمَا النَّصْرُ). (مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) ليهلك طائفة منهم بالقتل والأسر ، وهو ما كان يوم بدر من قتل سبعين وأسر سبعين من رؤساء قريش. (أَوْ يَكْبِتَهُمْ) : أو يخزيهم ويغيظهم بالهزيمة. (فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ) غير ظافرين. (٢)
[١٢٨] (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ)
عن جابر الجعفيّ قال : قرأت عند أبي جعفر عليهالسلام قول الله : (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ). قال : بلى والله إنّ [له] من الأمر شيئا وشيئا وليس حيث ذهبت ؛ ولكنّي أخبرك أنّ الله تعالى لمّا أمر نبيّه صلىاللهعليهوآله أن يظهر ولاية عليّ عليهالسلام فكّر في عداوة قومه [له] ومعرفته بهم وذلك الذي فضّله الله به عليهم في جميع خصاله. فلمّا فكّر صلىاللهعليهوآله في عداوة قومه لعليّ عليهالسلام وحسدهم له على فضائله ، خاف من ذلك ، فأخبره الله أنّه ليس له من هذا الأمر شيء إنّما الأمر فيه إلى الله يصيّر عليّا عليهالسلام وصيّه ووليّ الأمر من بعده. فهذا عنى الله. (٣)
(أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ). عطف على ما قبله و (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ) اعتراض. والمعنى : انّ الله مالك أمرهم ، فإمّا يهلكهم ، أو يهزمهم ، أو يتوب عليهم إن أسلموا ، أو يعذّبهم إن أصرّوا على الكفر ، وليس لك من أمرهم شيء ، إنّما أنت عبد مبعوث لإنذارهم ومجاهدتهم. وقيل : (أَوْ يَتُوبَ) منصوب بإضمار أن ، وأن يتوب في حكم اسم معطوف بأو على الأمر. أي : ليس لك من أمرهم شيء أو من التوبة عليهم أو من تعذيبهم. وقيل : أو بمعنى «إلا أن» على معنى : ليس لك من أمرهم شيء إلّا أن يتوب الله عليهم فتفرح بحالهم أو يعذّبهم فتتشفّى منهم. (٤)
__________________
(١) مجمع البيان ٢ / ٨٣١.
(٢) الكشّاف ١ / ٤١٢.
(٣) تفسير العيّاشيّ ١ / ١٩٧.
(٤) الكشّاف ١ / ٤١٢ ـ ٤١٣.