(لَعْنَةَ اللهِ) ؛ أي : إبعاده إيّاهم من مغفرته ورحمته. (١)
(وَالنَّاسِ) ؛ أي : المؤمنين ، أو العموم ؛ فإنّ الكافر يلعن منكر الحقّ ولكن لا يعرف الحقّ بعينه. (٢)
[٨٨] (خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ)
(خالِدِينَ فِيها) ؛ أي : في اللعنة ، أو في العقوبة ، أو في النار ، وإن لم يجز ذكرهما. (٣)
[٨٩] (إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
(مِنْ بَعْدِ ذلِكَ) ؛ أي : من بعد الارتداد. (وَأَصْلَحُوا) ما أفسدوا. ويجوز أن لا يقدّر له مفعول بمعنى : دخلوا في الصلاح. (غَفُورٌ) يقبل توبته. (رَحِيمٌ) يتفضّل عليه. (٤)
[٩٠] (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ)
(بَعْدَ إِيمانِهِمْ) كاليهود كفروا بعيسى والإنجيل بعد الإيمان بموسى والتوراة. (ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً) بمحمّد صلىاللهعليهوآله والقرآن. أو : كفروا بمحمّد بعد ما آمنوا به قبل مبعثه ، ثمّ ازدادوا كفرا بالإصرار والعناد والطعن فيه والصدّ عن الإيمان ونقض العهد والميثاق. أو لقوم ارتدّوا ولحقوا بمكّة ، ثمّ ازدادوا كفرا بقولهم : نحن نتربّص بمحمّد ريب المنون ، أو نرجع إليه وننافقه بإظهار الإيمان. (لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ). لأنّهم لا يتوبون ، أو لا يتوبون إلّا إذا أشفوا على الهلاك. فكنّى عن عدم توبتهم بعدم قبولها ، تغليظا في شأنهم وإبراز حالهم في صورة الآيسين من رحمة الله ، أو لأنّ توبتهم لا تكون إلّا نفاقا لارتدادهم وزيادة كفرهم. ولذلك لم يدخل الفاء فيه. (٥)
__________________
(١) مجمع البيان ٢ / ٧٩٠.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ١٦٩.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ١٦٩.
(٤) تفسير البيضاويّ ١ / ١٦٩.
(٥) تفسير البيضاويّ ١ / ١٦٩.