والعرب عبدة الأوثان. (١)
(وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ). روي عن حذيفة اليمانيّ قال : سألت النبيّ صلىاللهعليهوآله عن الإخلاص ما هو. قال صلىاللهعليهوآله : سألت جبريل عن ذلك ، قال : سألت ربّ العزّة عن ذلك ، فقال : هو سرّ من سرّي استودعته قلب من أحببته من عبادي. وعنه صلىاللهعليهوآله : إنّ لكلّ حقّ حقيقة. وما بلغ عبد حقيقة الإخلاص حتّى يحبّ أن لا يحمد على شيء من عمل الله. (٢)
[١٤٠] (أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطَ كانُوا هُوداً أَوْ نَصارى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)
(أَمْ تَقُولُونَ). قرأ أهل الكوفة غير أبي بكر وابن عامر بالتاء ، والباقون بالياء. (٣)
(أَمْ تَقُولُونَ). يحتمل فيمن قرأ بالتاء أن تكون [أم] معادلة للهمزة في (أَتُحَاجُّونَنا) بمعنى : أيّ الأمرين تأتون؟ المحاجّة في حكم الله أو ادّعاء اليهوديّة والنصرانيّة على الأنبياء؟ والمراد بالاستفهام عنهما إنكارهما معا. وأن تكون منقطعة بمعنى : [بل] أتقولون؟ والهمزة للإنكار أيضا. وفيمن قرأ بالياء ، لا تكون إلّا منقطعة. (أَمِ اللهُ). يعني أنّ الله شهد لهم بملّة الإسلام في قوله : (ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرانِيًّا). (٤)(وَمَنْ أَظْلَمُ). يحتمل معنيين. أحدهما : انّ أهل الكتاب لا أحد أظلم منهم. لأنّهم كتموا هذه الشهادة وهم عالمون بها. والثاني : انّا لو كتمنا هذه الشهادة ، لم يكن أحد أظلم منّا ، فلا نكتمها. وفيه تعريض بكتمانهم شهادة الله لمحمّد صلىاللهعليهوآله بالنبوّة في كتبهم وسائر شهاداته. (عِنْدَهُ مِنَ اللهِ) ؛ أي : كتم شهادة الله التي عنده أنّه شهد بها وهي شهادته لإبراهيم بالحنيفيّة. (٥)
(مِنَ اللهِ). من للابتداء. (٦)
__________________
(١) الكشّاف ١ / ١٩٧.
(٢) مجمع البيان ١ / ٤٠٩.
(٣) مجمع البيان ١ / ٤٠٩.
(٤) آل عمران (٣) / ٦٧.
(٥) الكشّاف ١ / ١٩٧.
(٦) تفسير البيضاويّ ١ / ٩١.