قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    عقود المرجان في تفسير القرآن [ ج ١ ]

    عقود المرجان في تفسير القرآن

    عقود المرجان في تفسير القرآن [ ج ١ ]

    تحمیل

    عقود المرجان في تفسير القرآن [ ج ١ ]

    135/663
    *

    إيمانا مثل إيمانكم به. (١)

    [١٣٨] (صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ)

    (صِبْغَةَ اللهِ). أي : صبغنا صبغة الله وهي فطرة الله التي فطر الناس عليها. فإنّها حلية الإنسان ، كما أنّ الصبغة حلية المصبوغ. أو : طهّر قلوبنا بالإيمان تطهيره. وسمّاه صبغة لأنّه ظهر أثره عليهم ظهور الصبغ على المصبوغ وتداخل في قلوبهم تداخل الثوب الصبغ ، أو للمشاكلة ؛ فإنّ النصارى كانوا يغمسون أولادهم في ماء أصفر يسمّونه المعموديّة ويقولون هو تطهير لهم وبه يتحقّق نصرانيّتهم. ونصبها على أنّها مصدر مؤكّد لقوله : (آمَنَّا). وقيل : على الإغراء. وقيل : على البدل من «مِلَّةَ إِبْراهِيمَ». «وَمَنْ أَحْسَنُ». الاستفهام للإنكار. أي : لا صبغة أحسن من صبغته. (وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ). تعريض بهم. أي : لا نشرك به مثلكم. (٢)

    [١٣٩] (قُلْ أَتُحَاجُّونَنا فِي اللهِ وَهُوَ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ وَلَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ)

    (قُلْ أَتُحَاجُّونَنا). خطاب لليهود. (٣)

    (قُلْ أَتُحَاجُّونَنا فِي اللهِ) ؛ أي : أتجادلوننا في شأن الله واصطفائه النبيّ من العرب دونكم ، وأنتم تقولون : لو أنزل الله على أحد لأنزل علينا ، وترونكم أحقّ بالنبوّة منّا؟ (وَهُوَ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ) : نشترك جميعا في أنّنا عباده وهو يصيب برحمته من يشاء من عباده لا يختصّ به عجميّ دون عربيّ إذا كان أهلا للكرامة. (وَلَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ). يعني أنّ العمل هو أساس الأمر وكما أنّ لكم أعمالا يعتبرها الله في إعطاء الكرامة فنحن كذلك. ثمّ قال : (وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ) فجاء بما هو سبب الكرامة. أي : نحن له موحّدون فلا تستبعدوا أن يؤهّل أهل إخلاصه لكرامته بالنبوّة. وكانوا يقولون : نحن أحقّ بأن تكون النبوّة فينا ، لأنّا أهل الكتاب

    __________________

    (١) تفسير البيضاويّ ١ / ٩٠.

    (٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٩٠.

    (٣) مجمع البيان ١ / ٤٠٨.