عليهم من ربّهم. (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ) كاليهود فنؤمن ببعض ونكفر ببعض. (١)
[١٣٧] (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
(فَإِنْ آمَنُوا) ـ الآية. النزول : لمّا نزل قوله تعالى : (قُولُوا آمَنَّا) ـ الآية ـ قرأها النبيّ صلىاللهعليهوآله على اليهود والنصارى. فلمّا سمعت اليهود ذكر عيسى ، أنكروا وكفروا. وقالت النصارى : إنّ عيسى ليس كسائر الأنبياء لأنّه ابن الله. [فنزلت الآية]. (٢)
(بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ). من باب التبكيت. لأنّ دين الحقّ واحد لا مثل له ؛ وهو دين الإسلام ، فلا يوجد دين يماثل دين الإسلام في كونه حقّا حتّى إن آمنوا بذلك الدين المماثل له كانوا مهتدين ، فقيل : (فَإِنْ آمَنُوا) على سبيل الفرض والتقدير. أي : فإن حصّلوا دينا آخر مثل دينكم في الصحّة والسداد ، فقد اهتدوا. (وَإِنْ تَوَلَّوْا) : أعرضوا عمّا يقولون. (فِي شِقاقٍ) ؛ أي : في شقاق الحقّ ؛ وهو المناواة والمخالفة. فإنّ كلّ واحد من المتخالفين في شقّ غير شقّ الآخر. (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ). ضمان من الله لإظهار رسول الله صلىاللهعليهوآله عليهم. وقد أنجز وعده بقتل بني قريظة وسبيهم وإجلاء بني النضير. ومعنى السين أنّ ذلك كائن لا محالة وإن تأخّر إلى حين. (وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ). وعيد لهم. أي : يسمع ما ينطقون به ويعلم ما يضمرون من الحسد والغدر [و] هو معاقبهم عليه. وعد لرسول الله صلىاللهعليهوآله بمعنى : يسمع ما تدعو به ويعلم نيّتك وما تريده من إظهار دين الحقّ وهو مستجيب لك وموصلك إلى مرادك. (٣)
(بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ). عن الباقر عليهالسلام : (فَإِنْ آمَنُوا) يعني الناس (بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ). يعني عليّا والحسن والحسين عليهمالسلام. (فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ). (٤)
قيل : الباء في (بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ) للآلة دون التعدية. أي : إن تحرّوا الإيمان بطريق يهدي إلى الحقّ مثل طريقتكم. فإنّ وحدة المقصد لا تأبى تعدّد الطريق. أو مزيدة للتأكيد. أي : آمنوا
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ١ / ٩٠.
(٢) مجمع البيان ١ / ٤٠٦.
(٣) الكشّاف ١ / ١٩٥ ـ ١٩٦.
(٤) الكافي ١ / ٤١ ، ح ١٩.