صنعوا. (١)
وقال كثير من المفسّرين : إنّ أولاد يعقوب كانوا أنبياء بأجمعهم. والذي يقتضيه مذهبنا أنّهم لم يكونوا أنبياء بأجمعهم. لأنّ ما وقع منهم من المعصية فيما فعلوه بيوسف لا خفاء به ، والنبيّ عندنا معصوم من القبائح. ويكون قوله : (وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ) من باب (وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا) وأنّ المنزل على النبيّ صلىاللهعليهوآله خاصّة. فيكون التنزيل على من كان نبيّا منهم. (٢)
فيما علّم أمير المؤمنين عليهالسلام أصحابه : إذا قرأتم : (قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ) فقولوا : (آمَنَّا بِاللهِ) حتّى تبلغوا إلى قوله : (مُسْلِمُونَ). (٣)
عن الباقر عليهالسلام في قوله : (آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا) قال : إنّما عنى بذلك عليّا وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام وجرت بعدهم في الأئمّة عليهمالسلام. (٤)
(قُولُوا آمَنَّا). خطاب للمؤمنين. ويجوز أن يكون خطابا للكافرين. أي : قولوا ، لتكونوا على الحقّ. (٥)
(وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا) ؛ أي : القرآن. (إِلى إِبْراهِيمَ) : الصحف. وهي وإن أنزلت إلى إبراهيم لكنّهم لمّا كانوا متعبّدين بأحكامها فهي منزلة إليهم كما أنّ القرآن منزل إلينا. (وَالْأَسْباطِ) : جمع سبط. يريد به حفدة يعقوب ؛ فإنّهم حفدة إبراهيم وإسحاق. (٦)
(وَما أُوتِيَ مُوسى) : التوراة (وَعِيسى) : الإنجيل. أفردهما بالذكر مع دخولهما فيما أنزل إلى الأسباط ، لأنّ أمر التوراة والإنجيل بالإضافة إلى موسى وعيسى مغاير لما سبق. لأنّ كلّا منهما مستقلّ بالشريعة وناسخ لما تقدّمه ولأنّ النزاع وقع فيهما. (٧)
(وَما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ) جملة المذكورين منهم وغير المذكورين (مِنْ رَبِّهِمْ) ؛ أي : منزلا
__________________
(١) تفسير العيّاشيّ ١ / ٦٢.
(٢) مجمع البيان ١ / ٤٠٥.
(٣) الخصال / ٦٢٩ ، ح ٤٠٠.
(٤) الكافي ١ / ٤١٥ ، ح ١٩.
(٥) الكشّاف ١ / ١٩٥.
(٦) تفسير البيضاويّ ١ / ٨٩ ـ ٩٠.
(٧) تفسير البيضاويّ ١ / ٩٠ ، ومجمع البيان ١ / ٤٠٥.