سائر ملائكة الله. وذلك أنّ رسول الله يقول في بعض فضائل عليّ عليهالسلام : إنّ جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره. وكان جبرئيل يفتخر على ميكائيل بذلك. لأنّ اليمين أفضل من اليسار. وكانا يفتخران على إسرافيل الذي كان خلفه بالخدمة ، وعلى ملك الموت الذي كان أمامه بالخدمة. وكان النصّاب يعادون هؤلاء الملائكة لقربهم من عليّ وخدمتهم له. (١)
(نَزَّلَهُ) ؛ أي : القرآن. فإن قلت : كيف استقام قوله : (فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ) جزاء للشرط؟ قلت : فيه وجهان. أحدهما : إن عادى جبرئيل أحد من أهل الكتاب ، فلا وجه لمعاداته حيث نزّل كتابا مصدّقا للكتب بين يديه. فلو أنصفوا ، لأحبّوه وشكروا له صنيعته في إنزاله ما ينفعهم ويصحّح المنزل عليهم. والثاني : إن عاداه أحد ، فالسبب في عداوته أنّه نزّل عليك القرآن مصدّقا لكتابهم وموافقا له وهم كارهون للقرآن ولموافقته لكتابهم ولذلك كانوا يحرّفونه ويجحدون موافقته له. كقولك : إن عاداك فلان ، فقد آذيته وأسأت إليه. أفرد الملكان بالذكر لفضلهما. (٢)
(بِإِذْنِ اللهِ) ؛ أي : بأمره. (لِما بَيْنَ يَدَيْهِ) من سائر كتب الله. (وَهُدىً) من الضلالة (وَبُشْرى) بنبوّة محمّد صلىاللهعليهوآله وولاية أمير المؤمنين والأئمّة عليهمالسلام. (٣)
(مَنْ كانَ). جواب الشرط محذوف. أي : فليمت غيظا ؛ فإنّه نزّل الوحي على قلبك. (٤)
[٩٩] (وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ وَما يَكْفُرُ بِها إِلاَّ الْفاسِقُونَ)
(لَقَدْ أَنْزَلْنا). قال ابن عبّاس : إنّ ابن صوريا قال لرسول الله صلىاللهعليهوآله : يا محمّد ، ما جئتنا بشيء نعرفه وما أنزل الله عليك من آية بيّنة فنتّبعك بها. فأنزل الله : (وَلَقَدْ أَنْزَلْنا) ـ الآية. (٥)
(إِلَّا الْفاسِقُونَ) : المتمرّدون من الكفرة. واللّام إشارة إلى أهل الكتاب. (٦)
__________________
(١) الاحتجاج ١ / ٤٦.
(٢) الكشّاف ١ / ١٧٠.
(٣) الاحتجاج ١ / ٤٦.
(٤) مجمع البيان ١ / ٣٢٥.
(٥) مجمع البيان ١ / ٣٢٧.
(٦) الكشّاف ١ / ١٧١.