سنة. وقيل : الضمير لما دلّ عليه (يُعَمَّرُ) من مصدر ه وأن يعمر فاعل (بِمُزَحْزِحِهِ). ويجوز أن يكون مبهما و (أَنْ يُعَمَّرَ) موضحه. والزحزحة : التبعيد والإنحاء. (١)
(لَوْ يُعَمَّرُ). حكاية لودادتهم. ولو بمعنى ليت. وكان أصله : لو أعمّر ، فأجري على الغيبة لقوله : (يَوَدُّ). كقولك : حلف بالله ليفعلنّ. (٢)
[٩٧ ـ ٩٨] (قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (٩٧) مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ)
ابن كثير : (جِبْرِيلَ) [هنا] وفي التحريم بفتح الجيم وكسر الراء من غير همز ، وأبو بكر بفتح الجيم والراء وهمزة مكسورة من غير ياء ، وحمزة والكسائيّ مثله إلّا أنّهما [جعلا] ياء بعد الهمزة ، والباقون بكسر الجيم والراء من غير همز. حفص وأبو عمرو : (مِيكالَ) بغير همز ولا ياء ، ونافع بهمزة مكسورة من غير ياء ، والباقون بياء بعد الهمزة. (٣)
(لِجِبْرِيلَ) في مظاهرته لأولياء الله على أعدائه ونزوله بفضائل عليّ عليهالسلام من عند الله. قال أبو محمّد عليهالسلام : سأل عبد الله بن صوريا ـ وهو غلام أعور يهوديّ ـ رسول الله صلىاللهعليهوآله عن مسائل كثيرة فأجابه وكان ذلك الغلام أعلم اليهود. فقال : يا محمّد ، من يأتيك بهذه الأخبار عن الله؟ قال : جبرئيل. فقال : لو كان غيره يأتيك بها ، لآمنت بك. لأنّه عدوّنا من بين الملائكة. لأنّه ينزل بالبلاء والشدّة على بني إسرائيل ودفع دانيال عن قتل بخت النصر حتّى قوي أمره وأهلك بني إسرائيل. وأمّا ميكائيل فهو يأتينا بالرحمة. فقال له رسول الله : ويحك! أجهلت أمر الله؟ وما ذنب جبرئيل إن أطاع الله فيما يريده بكم؟ أرأيتم ملك الموت؟ أهو عدوّكم وقد وكله الله بقبض أرواح الخلق؟ ثمّ قال عليهالسلام : نزلت هذه الآية في اليهود والنصّاب. أمّا ما كان من النصّاب ، فهو أسوأ من قول اليهود في الله وفي جبرئيل وميكائيل و
__________________
(١) الكشّاف ١ / ١٦٧ ـ ١٦٨.
(٢) تفسير البيضاويّ ١ / ٧٧.
(٣) التيسير / ٦٤ ـ ٦٥.