(وَأُشْرِبُوا) ؛ أي : تداخلهم حبّه والحرص على عبادته كما يتداخل الثوب الصبغ. (١)
(فِي قُلُوبِهِمُ). بكسر الهاء والميم ، أبو عمرو. وقرأ حمزة بضمّ الهاء والميم ، والباقون بكسر الهاء وضمّ الميم. (٢)
(بِكُفْرِهِمْ) ؛ أي : بسببه. وذلك لأنّهم كانوا مجسّمة أو حلوليّة ولم يروا جسما أعجب منه فتمكّن في قلوبهم ما سوّل لهم السامريّ. (٣)
«ما يأمركم» من قتل الأنبياء وتكذيب الرسل. (٤)
(إِيمانُكُمْ) بالتوراة. لأنّه ليس في التوراة عبادة العجل. (٥)
[٩٤] (قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)
(خالِصَةً) ؛ أي : مخصوصة بكم دون المسلمين أو دون كلّ الناس ؛ كما ادّعيتم بقولكم : (لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى)(٦) وكنتم صادقين في قولكم : (نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ)(٧) وانّ الله لا يعذّبنا. (فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ). لأنّ من اعتقد أنّه من أهل الجنّة ، كان الموت أحبّ إليه من الحياة التي فيها أنواع الهموم. ألا ترى قول أمير المؤمنين عليهالسلام وهو يطوف بين الصفّين بصفّين في غلالة ، لمّا قال ابنه الحسن عليهالسلام : ما هذا زيّ الحرب ، فقال : يا بنيّ إنّ أباك لا يبالي أوقع على الموت أو وقع الموت عليه. وأمّا ما روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «لا يتمنّينّ أحدكم الموت لضرّ نزل به ، ولكن ليقل : اللهمّ أحيني ما دامت الحياة خيرا لي. وتوفّني ما كانت الوفاة خيرا لي. فإنّما نهى عن تمنّي الموت لأنّه يدلّ على الجزع والمأمور به الصبر. (٨)
[٩٥] (وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ)
__________________
(١) الكشّاف ١ / ١٦٦.
(٢) تفسير النيسابوريّ ١ / ٣٣٦.
(٣) تفسير البيضاويّ ١ / ٧٦.
(٤) مجمع البيان ١ / ٣١٩.
(٥) الكشّاف ١ / ١٦٦.
(٦) البقرة (٢) / ١١١.
(٧) المائدة (٥) / ١٨.
(٨) مجمع البيان ١ / ٣١٩ ـ ٣٢٠.