(مِنْ بَعْدِهِ) ؛ أي : من بعد مضيّ موسى إلى الميقات. أو : من بعد مجيء البيّنات. (١)
(وَلَقَدْ جاءَكُمْ). مدغمة الدال في الجيم في كلّ القرآن ، أبو عمرو وحمزة. (٢)
[٩٣] (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قالُوا سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)
(مِيثاقَكُمْ). الفائدة في تكرير هذا وأمثاله التأكيد وإيجاب الحجّة عليهم على عادة العرب في مخاطباتهم. (٣)
(مِيثاقَكُمْ). أي : العهود عليكم بأن تعملوا بما في التوراة التي نزلت على موسى بجدّ واجتهاد. (٤)
(خُذُوا) ؛ أي : قلنا لهم : خذوا. (٥)
(وَاسْمَعُوا) : اقبلوا. (قالُوا سَمِعْنا). فيه قولان. أحدهما : انّهم قالوا هذا القول في الحقيقة استهزاء ، ومعناه : سمعنا قولك وعصينا أمرك. وثانيهما : انّ حالهم كحال من قال ذلك إذ فعلوا ما دلّ عليه. (٦)
عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ) قال : عمد موسى فبرا (٧) العجل من أنفه إلى طرف ذنبه ثمّ أحرقه بالنار فذراه في اليمّ. قال : وكان أحدهم ليقع في الماء ـ وما به إليه حاجة ـ فيتعرّض لذلك الرماد فيشربه. وهو قول الله : (وَأُشْرِبُوا). (٨)
(خُذُوا ما آتَيْناكُمْ) من أحكام التوراة (بِقُوَّةٍ) : بجدّ واجتهاد.
__________________
(١) مجمع البيان ١ / ٣١٦.
(٢) تفسير النيسابوريّ ١ / ٣٣٦.
(٣) مجمع البيان ١ / ٣١٨.
(٤) التبيان ١ / ٣٥٣.
(٥) تفسير البيضاويّ ١ / ٧٦.
(٦) مجمع البيان ١ / ٣١٨.
(٧) المصدر : فبرد.
(٨) تفسير العيّاشيّ ١ / ٥١.