حين بعثه الله نبيّا. (١)
[٩١] (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا نُؤْمِنُ بِما أُنْزِلَ عَلَيْنا وَيَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)
(بِما أَنْزَلَ اللهُ) في عليّ عليهالسلام. (قالُوا). يعني بني أميّة. عن الباقر عليهالسلام. (وَيَكْفُرُونَ) ؛ يعني : يكفرون بما أنزل الله في عليّ عليهالسلام. (٢)
(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ) ـ يعني أولئك اليهود ـ : صدّقوا بما أنزل الله من القرآن ، قالوا : نؤمن بالتوراة الذي أنزلت علينا. ويجحدون بما وراءه ؛ أي : بما بعده من الإنجيل والقرآن. (فَلِمَ تَقْتُلُونَ). المستقبل هنا بمعنى الماضي. وإنّما أضاف إليهم فعل آبائهم وأسلافهم ، لأنّ الخطاب لمن شهد من أهل ملّة واحدة ومن غاب منهم واحد ، فإذا قتل أسلافهم الأنبياء وهم مقيمون على مذهبهم ، فقد شركوهم في ذلك ؛ أو لأنّهم رضوا بأفعالهم ، والراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم. وهذا قريب من الأوّل. (٣)
(وَهُوَ الْحَقُّ). أي ما وراءه ؛ أعني القرآن. (مُصَدِّقاً) للتوراة التي هي عندهم وناصّا على أنّها من الله. وفيه ردّ لمقالاتهم. لأنّهم إذا كفروا بما يوافق التوراة ، فقد كفروا بها. (فَلِمَ تَقْتُلُونَ). اعترض عليهم بقتلهم الأنبياء مع ادّعائهم الإيمان بالتوراة ، والتوراة لا تسوّغ قتل الأنبياء. (٤)
[٩٢] (وَلَقَدْ جاءَكُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ)
(بِالْبَيِّناتِ) : المعجزات الظاهرة الدالّة على نبوّته. (اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ) إلها معبودا.
__________________
(١) التبيان ١ / ٣٤٩.
(٢) تفسير العيّاشيّ ١ / ٥١ ، ح ٧١.
(٣) مجمع البيان ١ / ٣١٦.
(٤) الكشّاف ١ / ١٦٥ ، ومجمع البيان ١ / ٣١٦.