بالمبدل منه، إما لفظاً، نحو : (بعثُ الدار نصفها ـ وأعجبني أخوك ثوبه) وإما تقديراً، نحو : (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً) أي: من استطاع منهم(١).
وإذا ضمن المُبدل منه حرف شرطٍ، أو حرف استفهام يظهرُ ذلك الحرف مع البدل أيضاً، نحو : «ما تصنع إن خيراً وإن شراً، تجز به» و «ما تطلبُ أقلاماً ـ أم ورقة؟».
ولا تُشترط مطابقة البدل للمبدل منه في التعريف والتنكير وتجب في غيرهما فتبدل المعرفة من المعرفة، نحو : أقبلَ الزعيمُ سعدٌ، وتبدل المعرفة من النكرة، نحو : «الاسم قسمان، الجامدُ والمشتق» والنكرة من المعرفة، نحو : (زارني إبراهيم رجلٌ كريمٌ) والظاهرُ من المضمر الغائب، نحو : (أحببته حديثه) ومن الضمير المخاطب أو المتكلم على شرط أن يكون بدل بعضٍ أو بدل اشتمالٍ نحو : (أعجبني علمك) (ولا يُبدل المضمر من المضمر، ولا المضمر من الظاهر في الصحيح)، ويجوز (العكس) وهو إبدال الظاهر من الضمير (لغائب أو
__________________
(١) من البدل ما يفصل المجمل الذي قبله، وهو قد يكون متعدداً في اللفظ نحو (قرأت قصائد الشعراء أبي تمام والمتنبي والبحتري) أو في المعنى كقول الشاعر:
ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل |
|
عفاف وإقدام وحزم ونائلُ |
ففريق من النحاة يعد البدل مجموع المتعاطفات، فيكون من قبيل بدل الكل ومنهم من يعد البدل الأول فقط، وما يليه معطوف عليه، فيكون من قبيل بدل البعض، وعلى الوجهين يجوز فيه الاتباع على الأصل، والقطع إلى الرفع أو النصب.