يُحذف عامل المفعول المطلق وجوباً في خمسة مواضع:
١ ـ في المصدر الواقع بدلاً من فعله، وهو كثير الاستعمال ويقع في الطلب (قياساً) سواء كان أمراً، نحو : صبراً على حوادث الزمان ـ أو نهياً، نحو : صبراً لا جزعاً أو دعاء، نحو : سقياً لك ورعياً أو استفهاماً للتوبيخ أو التوجع، نحو : أجُرأةً على المعاصي ـ وأتصابياً وقد علاك المشيب ـ وأسجناً وقتلاً واشتياقاً وغُربةً.
أما في الكلام الخبري فذلك محصورٌ في مصادر (مسموعة) دال على عاملها قرينةٌ مع كثرة استعمالها حتى جرت مجرى الأمثال، نحو : (سمعاً وطاعةً) و (عجباً) و (سبحان الله) و (معاذ الله) وسُحقاً له وبُعداً، وبعض هذه المصادر سمعت مُثناةً(١) نحو : (لبيك وسعديك وحنانيك ودواليك وحذاريك).
٢ ـ في المصدر الواقع فعله خبراً عن اسم عينٍ ـ بشرط أن يكون مُكرراً، نحو : أنت فهماً فهماً ـ أو محصوراً فيه، نحو : ما أنت إلا أدباً ـ وإنما أنت تربية الأمراء أو معطوفاً عليه، نحو : الأسعار صعوداً وهبوطاً (فإن لم يكن المخبر عنه اسم عينٍ بل اسم معنى وجب رفعه على الخبرية، نحو : أمرُكَ عجبَ عجبٌ.
__________________
كالصفة المشبهة فلا يقال (زيد كريم كرماً).
(١) إن هذه المصادر المثناة إنما يراد بتثنيتها التكثير لا حقيقة التثنية، فمعنى (لبيك وسعديك) إجابة بعد إجابة ـ وإسعاداً بعد إسعاد، أي كلما دعوتني أجبتك وأسعدتك، ومعنى (حنانيك) تحننا بعد تحنن، ومعنى دواليك مدوالة بعد مداولة.