أبي ذرّ رحمهالله ، قال : لمّا نزلت هذه الآية : (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ترد عليّ أمّتي يوم القيامة على خمس رايات : فراية مع عجل هذه الأمّة ، فأسألهم : ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون : أمّا الأكبر فحرّفناه ونبذناه وراء ظهورنا ، وأمّا الأصغر فعاديناه وأبغضناه وظلمناه. فأقول : ردوا إلى النار ظماء مظمّئين مسودة وجوهكم.
ثمّ ترد عليّ راية مع فرعون هذه الأمّة ، فأقول لهم : ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون : أمّا الأكبر فحرّفناه ومزّقناه وخالفناه ، وأمّا الأصغر فعاديناه وقاتلناه. فأقول : ردوا إلى النار ظماء مظمّئين مسودة وجوهكم.
ثمّ ترد عليّ راية مع سامريّ هذه الأمّة ، فأقول لهم : ما فعلتم بالثّقلين من بعدي؟ فيقولون : أمّا الأكبر فعصيناه وتركناه ، وأمّا الأصغر فخذلناه وضيّعناه ، وصنعنا به كلّ قبيح. فأقول : ردوا إلى النار ظماء مظمّئين مسودة وجوهكم.
ثمّ ترد عليّ راية ذي الثدية مع أوّل الخوارج وآخرهم ، فأسألهم : ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون : أمّا الأكبر فمزّقناه وبرئنا منه ، وأمّا الأصغر فقاتلناه وقتلناه. فأقول : ردوا إلى (١) النار ظماء مظمّئين مسودة وجوهكم.
ثمّ ترد عليّ راية مع إمام المتّقين ، وسيّد الوصيين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، ووصيّ رسول ربّ العالمين ، فأقول لهم : ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون : أمّا الأكبر فاتبعناه وأطعناه. وأمّا الأصغر فأحببناه وواليناه ووازرناه ونصرناه حتّى أهريقت فيهم دماؤنا. فأقول : ردوا إلى الجنّة رواء مرويّين ، مبيضّة وجوهكم». ثمّ تلا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ* وَأَمَّا الَّذِينَ
__________________
(١) (إلى) ليس في المصدر.