ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَتِ اللهِ هُمْ فِيها خالِدُونَ)(١).
١٨٠ / ٥٦ ـ ابن بابويه : بإسناده عن مالك بن ضمرة الرّؤاسيّ ، عن أبي ذرّ ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «شرّ الأوّلين والآخرين اثنى عشر ، ستّة من الأوّلين وستّة من الآخرين» ، ثمّ سمّى الستّة من الأوّلين ابن آدم الذي قتل أخاه ، وفرعون وهامان وقارون والسامريّ والدّجال اسمه في الأوّلين ويخرج في الآخرين.
وأمّا الستّة في الآخرين : فالعجل وهو نعثل ، وفرعون وهو معاوية ، وهامان هذه الأمّة وهو زياد ، وقارونها وهو سعيد ، والسامريّ وهو أبو موسى عبد الله بن قيس لأنّه قال كما قال سامريّ قوم موسى لا مساس أي لا قتال ، والأبتر وهو عمرو بن العاص ، ثمّ قال أبو ذرّ لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام والمقداد بن الأسود وعمّار بن ياسر وحذيفة اليمان وعبد الله بن مسعود ، أفتشهدون على ذلك؟ قالوا : نعم ، قال : وأنا على ذلك من الشاهدين ، ثمّ قال : ألستم تشهدون أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : إنّ أمّتي ترد عليّ الحوض على خمس رايات :
أوّلها راية العجل فأقوم فآخذ بيده فإذا أخذت بيده اسودّ وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاؤه ومن فعل فعله يتبعه فأقول : بماذا خلفتموني في الثقلين من بعدي؟ فيقولون : كذّبنا الأكبر ومزّقناه ، واضطهدنا الأصغر وأخذنا حقّه ، فأقول : اسلكوا ذات الشمال فينصرفون ظمأ مظمئين ، قد اسودّت وجوههم لا يطعمون منه قطرة.
ثمّ ترد عليّ راية فرعون أمّتي وهم أكثر النّاس ومنهم المبهرجون ، قيل : يا رسول الله وما المبهرجون بهرجوا الطريق؟ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا ، ولكن بهرجوا دينهم وهم الذين يغضبون للدنيا ولها يرضون ، فأقوم فآخذ بيد صاحبهم فإذا أخذت بيده اسودّ وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاؤه ومن فعل فعله يتبعه. فأقول : بما
__________________
(١) تفسير القمّي ١ : ١٠٩.