يتداخل في بعضه مع تصلبه وإما أن يمتص ، وإما أن يفسد تركيبه وشوهد أيضا مكث ميتا في الرحم مدة خمسين سنة ، فإذا لم تتمزق الأغشية ، ولم يدخل الهواء بإفراط في باطنها جاز أن يمكث الجنين سليما مدة أشهر ، كثيرة بل مدة سنين كما علمت ، وقد يتفق أن يخرج الجنين الحي مع أشهره كما جنين ميت من مدة طويلة ، وتكثر مشاهدة ذلك في الحمل المضاعف ، وأحيانا يفسد تركيب الجنين ويعفن ، ويتحول إلى حالة رمية ، واتفق أن جنينا خرج متعفنا ، وبعد ذلك بثلاثة أشهر تحقق وجود عظام في الرحم فاستخرجت وذلك يحمل على ظن أن الحمل كان مزدوجا وقد يذوب الجنين في المياه ، فعند ذلك يوجد متحولا إلى مولى حقيقة أي قطع لحم ، فإذا كان الجنين خارجا عن الرحم جاز أن تمسكه الأغشية المحاطة به أيضا بواسطة الالتصاق وقد اتفق سقط خرج في الشهر الخامس ، ولم تخرج المشيمة إلا في الشهر التاسع ، وكان وزنها أربعة وستين درهما ، وفي أخرى لم تخرج إلا بعد الإسقاط بشهر ، لكن بدون تغير ، وتوابع الجنين قد تبقى حياتها ونموها ، فالغشاء الساقط يكتسب حينئذ سموكة عظيمة ، وماء الأمنيوس يزول بالكلية ، وتجويف السلي يضيق تدريجا ، وينتهي حال الكتلة بأن تصير ورما مجمرا كأنه لحمي يشاهد في مركزه غالبا تجويف صغير مصلى ، وأما المشيمة فتبقى آخذة في النمو ، أو يحصل فيها ارتشاح ، وعند اندفاعها لا يكون بينها وبين شكلها الأول وطبيعتها الأصلية نسبة.
«المبحث الثامن في الإنذار»
الإجهاض في الغالب أخطر من الولادة قال بقراط في ذلك : إن الأول مرض ، والثاني إنما هو نهاية وظيفة طبيعية ، وليس السبب في خطره أن الإجهاض يكون أحيانا ثقيلا ، وإنما يكون الأسباب التي تحرضه ، والعوارض التي تصاحبه يقوم منها ، في الغالب ـ آفات مغمة ؛ لأن الحمل الذي كان الإجهاض نهاية له أظهر في أعضاء التناسل جرثومة داآت كانت لا تظن فيها أولا تظهر أبدا بدونه ، فانذره يلزم إذا أن يختلف باختلاف الأحوال ، فإذا ظهر أن معه آفات عصبية مختلفة ، أو آلاما خثلية ، أو التهابات رحمية مزمنة ، أو قروحا ، أو استحالات أو غير ذلك من الأمراض العضوية ، فذلك لأن الغالب أن هذه التغيرات توجد من قبل ، وتكون سببا للولادة الكاذبة نفسها ما عدا الإجهاض الناتج من الفرازج الواصلة ، والأقل خطرا هو الذي يحصل من أمراض البذرة ، والأثقل هو الذي ينشأ بسبب منتج شديد غير مساعد بسبب من الأسباب المهنية ، والإجهاض الذي يحصل من ذاته أقل خطرا مما يحصل بسبب قهري وعموما ما يقل خطره كلما حركته أبطأ ، ويكون الخطر للمرأة أعظم كلما كان الحمل أكثر تقدما ، وأما للجنين فهو خطر في جميع الأزمنة وأخوفه ما يحصل في مدة سير مرض