النزيف دائما ، وأما الآلام فمن المهم عدم اشتباهها بأنواع المرض ، أو الآلام الرحمية التي تشاهد أحيانا في مدد الحيض ، فلأجل ذلك ينبغي ملاحظة العلامات التي ذكرت في أوجاع الولادة ، والعلامات المنتجة غالبا للولاة الكاذبة أي الإجهاض ، هي سيلان مقدار من مادة مسمرة أو مصلية ، ولين عنق الرحم ، وتمزق الأغشية ، وتكون الجيب المائي مع الآلام التي تتجه من السرة إلى التقعير مع أن بعضهم شاهد ظهور هذه العلامات عقب سقطة ، ولم يحصل الإجهاض ، واتفق أن حاملا في خمسة أشهر ضربت على بطنها ، فعرض لها نزيف ، واتسع في عنق الرحم وظهر أن الإجهاض قريب الوقوع ، ومع ذلك عاد كل شيء إلى حاله ، ولم تحصل الولادة إلا بعد تمام الأشهر ، واتفق لأخرى أنها انقلبت فحصل لها نزيف وآلام خثلية واتساع في عنق الرحم ولم يلبث ذلك قليلا حتى سالت المياه وانقطع تحرك الجنين إلى الشهر السابع ثم بعد تمام الأشهر التسعة جاء الجنين حيا ، وذكر بعضهم في امرأة أنها لم تلد لا بعد خروج المياه بستة أسابيع ، واتفق عن قريب أنه شوهد حامل في ستة أشهر تكون فيها القرن أي الجيب المائي ، ثم تمزق ودخل ذراع الجنين في المهبل ، ثم وقف الطلق ورجع الجنين إلى موضعه ، وسار الحمل في سيره الطبيعي بل اتفق أيضا في مشاهدة أخرى خروج الرأس ، وانته حاله بأن دخل في الرحم ثانيا ، ويمكن أن يقال : إن السائل الذي خرج من عنق الرحم آت من كيس ديداني ومن الحلوبين الأغشية ففي هذه الحالة من المعلوم أن الحمل بالضرورة لم يحصل له تكدر ، ويصح أيضا أن تكون المياه آتية من بذرة مزدوجة ، أي مركبة من بدرتين انشقت واحدة ، ولم يحصل للأخرى أدنى تكدر ولا تغير ، لكن إذا قطعنا النظر عن مثل تلك الأحوال الغير الاعتيادية ، نرى أن تمزق الأغشية المتبوع بسيلان المياه يدل يقينا على ولادة كاذبة ، وأقله على موت الجنين إذا لم يندفع حالا ، فإذا انقطعت حياة الجنين انقذف في الغالب بسرعة من الرحم ، وكثير ما لا يحصل اندفاعه إلا من بعد طويل قال بعض المؤلفين ، وقد رأيت من لم يندفع إلا بعد ثمانية وعشرين يوما من حامل لها سبعة أشهر وفي أخرى بعد أن كان حملها محققا بالهزة والحركات الاختيارية انقطع دفعه في الشهر السادس ووجدت علامات موت الطفل ، وذهب نصف حجم البطن تدريجا ، ثم في الشهر الثامن سالت المياه ، وبقي العنق مسدودا ، ولم يكن هناك ما يدل على أن الإجهاض يلزم أن يحصل بسرعة ، وفي كتب المؤلفين كثير من ذلك فقد ذكروا موت جنين في أربعة أشهر ، مع أنه لم يخرج من الفرج إلا بعد كمال أشهر الحمل فما زعمه البعض من أن الجنين الميت لا يمكن أن يمكث في الرحم إلا من خمسة أيام إلى عشرين خطأ ، وما عدا ذلك فالجنين يتحول إلى كتلة مصفرة كأنها شحمية مع أجزائه العظمية ، حتى أن بعضهم ممن شاهد ذلك سماه بسلعة الرحم ، وكان وزنه خمسمائة درهم ، وهذه الخاصية تشاهد كثيرا في الضأن ، وذكروا أن الجنين إما أن