ذكر أخرى لا يذهب حملها إلا إلى ثمانية أشهر ، وأخرى من بلغت تمام أشهرها إلا في الحمل الثاني عشر وأخرى أسقطت ثمان مرات في الشهر الثالث ، وما وصلت إلى الشهر التاسع إلا في الحمل التاسع بواسطة فصد صغير ، وأمثلة ذلك كثيرة مشحونة بها كتب المؤلفين.
«المبحث السادس في الأسباب المعمولة في الرحم بوضع الأشياء»
الأسباب المعمولة أي الحركات المتجهة باستقامة نحو البذرة التي أشار بها بعض المؤلفين عند ما يكون الحوض معيبا ، واستعملت كثيرا وينبغي أن تعد في رتبة المدرات للطمث ، والغالب أن اللواتي يستعملنها لا يحمل لهن المقصود كما ذكرنا ، ولا ينتج منها إلا جرح الرحم جرحا ثقيلا. قال بعض المؤلفين : قد دعيت لمشورة امرأة نتج من استعمالها مثل تلك الأشياء نزيف أدى بها إلى قرب الهلاك ، فكان معها تأمل شديد لا يطاق في باطن الحوض مكث نحو شهرين ، ومع ذلك لم يحصل لها الإجهاض والآن معها قرحة واسعة في عنق الرحم ، وأمثلة ذلك كثيرة ، وقال أيضا : قد دعيت لأربع نسوة من هذا القبيل ، فإحداهن ماتت بالتهاب بريتوني ، والثانية تكون معها سرطان رحمي ، والثالثة قد أصيبت بنزيف يمكن شفاؤه ، والرابعة وحدها هي التي رجعت صحتها لها.
«المبحث السابع في علامات الإسقاط»
قذف البذرة يحصل غالبا بسبب الأمراض الطويلة في الشهر الثاني أو الثالث من الحمل بدون أن يصحبه أعراض مخصوصة ، ولا يختلف اختلافا محسوسا عما يحصل في زمن حيض شاق ، وأما فيما بعد فيمكن أن تتولد عنه الظاهرات الاعتيادية للولادة الطبيعة ، إلا أن الغالب كونه مسبوقا بحزن وضعف عام ، وفقد للحس والحركة ، وإغماء وإحساسا ببرد في الخثلة ، وخفقان وصفرة في الوجه ، ونتن في النفس وارتخاء في الثديين ، ومعظم العلامات الحقيقية التي تدل على موت الجنين في العادة ، أن المرأة يحصل لها أولا قبل ذلك بيوم أو جملة أيام رعشة قشعريرة في الجلد وحرارة فيه ، وعطش وفقد شهية ، وسرعة في حركات القلب والشرايين ، وثقل في الحوض وعلى الدبر ونحو القطن ، وتعب عام في الأطراف بحيث تكون كأنها مهددة بمرض ثقيل ، ثم يظهر النزيف المصحوب بآلام ، تختلف شدّتها ، وبجميع ظاهرات الطلق الحقيقي ، ومع ذلك ليس من هذه العلامات ما يعطي اليقين قبل تمدد العنق ، ووجود رأس الجنين في فم الرحم الأمن النزيف والألم ، فأما النزيف في نفسه فلا يعقبه الإجهاض ، كما ثبت ذلك من المشاهدات ، وإنما يخالف حصوله يقينا متى ظهر هذا