السابع ، وأما الفم فلا يكابد تغيرا كثيرا وإنما يزيد عمقه ، واللسان الذي يبكر ظهوره يعرض ويرق ، والفك السفلي يبرز زيادة ، والشفاة تتميز عن بعضها ويتم عزلها ، ولكن لم يتغير شكلها إلى الآن ، والظاهرة التي كانت كوخز علقة في الجنين الذي له أربعة أسابيع أو خمسة تكتسب الصفات الخاصة بها بسرعة ، فأجزاء الصيوان تنبسط وتظهر شحمته ، والأطراف تصل بسرعة إلى كمالها في هذا الدور ، والأصابع في الأسبوع الثامن والتاسع تنمو عزل عن بعضها أو لا تبقى ممسوكة إلا بطبقة دبقة شفافة وتميز سلامياتها الثلاثة وتكون منثنية إلى الإتمام ويشاهد على ظهر السلامي الأخيرة نكتة هي أصل الظفر ، وتظهر خطوط معتمة هي محل الشط ، وطول العضد والفخذ بالنسبة للساعد والساق ليس فيه غرابة ، ورسم الكتف والحرقفة حينئذ لا ينكر ، ولا يكون منظر الشرج نكتة سوداء كما كان وإنما في اليوم الستين يكون على شكل بروز صغير مخروطي أصفر ناصع غير مثقوب ، والقضيب يأخذ في الاستطالة وقاعدته تحاط بحوية سميكة ويشاهد تولد ثلم مستديرة في طرفه السائب هو محل إكليل الحشفة ، ونمو العجان والحوض والخثلة يبعد الحبيل السري جدا عن هذه الأعضاء بعد أن كان في الدور الأول داخلا بين الأطراف السفلى قريب من العصعص ، فبقر به لمركز البروز البطني ودائرة السرة ينتهي حالها بأن تنضم بالساق السري الذي يمر منها وتستطيل معه بحيث لا يوجد حد فاصل بين الجلد من أحدهما والغلاف من الآخر.
(المرتبة السابعة) :
في قوله تعالى : (ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ) [المؤمنون : الآية ١٤]. وفيه مسائل :
(المسألة الأولى) :
في قوله : (خَلْقاً آخَرَ) [المؤمنون : الآية ١٤]. أي خلقا مباينا للخلق الأول مباينة ما أبعدها ، حيث جعل تعالى العلقة والمضغة في ابتدائهما مكونتين كالذرة أو جرثومة موضوعة على حويصلة ؛ وهذه الحالة تشاهد في بعض الديدان البسيطة ، ثم تصير جسما صغير دودي الشكل ليس له أطراف ولا رأس متميز ، وهذا ما يشاهد في الديدان الخاتمية ، وأودع تعالى في باطنه وظاهره ، بل في كل عضو من أعضائه ، وفي كل جزء من أجزائه عجائب فطرة وغرائب حكمة لا يحيط بها وصف الواصفين ولا شرح الشارحين ، روى «العوفي» عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : هو تصريف الله إياه بعد العلوق في أطواره في زمن العلقة والمضغة وما بعدهما إلى استواء تقلب الأطوار. أي إلى تمام نمو الأجنة كما قال تعالى :