والرجل يزول شبهها باليد ، والأصابع تتهيأ كأصابع اليد.
(المبحث الثامن في العصعص وأعضاء التناسل)
قد ذكرنا أن في مدة الأسابيع الثلاث الأول ينتهي الجذع من الأسفل بطرف دودي ، وهو الذنب العجزي العصعصي المقوس إلى الأمام ، ويعتدل ببطء كلما امتلأ تقعيره ، ولنذكر هنا أن حافتيه لا تلبثان قليلا حتى تتصل بكتلة البطن أو تختفيا في أصل الطرفين الصدريين ، أي اليدين ، والمسافة التي توجد بين هذا الأصل وبين السرة والرجلين ولا تبلغ سعتها إلا خطا أو خطا ونصفا إلى خمسة أسابيع أو ستة تبقى زمنا طويلا على شكل تقعير ، ثم تتولد أعضاء التناسل وتملأ ذلك التقعير ، ففي نحو أربعين يوما أو خمسة وأربعين تظهر نقطة سوداء أمام العصعص ، وهي محل الشرج ، ويشاهد قرب السرة حدبة مخروطية محفورة بميزاب جزؤها من جزئها السفلي ، هي محل الذكر أو البظر على حسب ذكورة الجنين أو أنوثته.
(المبحث التاسع في السرة والدور الثاني للجنين)
العادة أن السرة لا توجد في الحقيقة إلا بخمسة عشر أو عشرين يوما ، والحبيل السري يستتر تحت الكتلة الحشوية البطنية غير أن جدران البطن لا تلبث قليلا حتى تظهر تلك السرة وتوجهها من أعلى إلى أسفل ومن الجوانب نحو الجزء المقدّم ثم تجمعها بالساق السري والمشيمي ، أعني الحبيل ، وفي الأسبوع السادس أو الخمسين يوما تأخذ أعضاء الجنين بسرعة في الكمال ، فالأعين يزيد تحدبها وتحيط بها بعد ذلك حالا الدائرة الجفنية ، وتنحنى على محيطها وطرفا القطر العمودي لهذه الدائرة بقربهما لبعضهما يعطيان لها الشكل البيضاوي ؛ فلذلك توجد الزاويتان ، وفي تسعة أسابيع أو عشرة تتلامس حوافي الأجفان وكأنها تلتصق ببعضها ، وفي الابتداء تكون هذه الحوافي رقيقة حادة ثم يصير سمكها كسمك الأجفان نفسها ، وهذه الأجفان وإن كانت تغطي مقدم العين إلا أن فيها بعض شفافة ، فلا تمنع مشاهدة اللون ، فالنكتة المركزية التي ذكرناه سابقا تصغر وتصير أعرض ، وحينئذ يسهل تحقق كونها هي القرينة الشفافة. وأن سطحها الخلفي ملامس لجوهر ملون بهذا اللون ، والدائرة السوداء تعظم أيضا ، وعند التأمل يشاهد أنها تنسب إلى الصلبة ، وأن لونها ناشئ من الطبقة التي تغشاها من الباطن ، والأنف يحصل فيه حينئذ تغير واضح ، فالبروز الذي يتكون أعلى الشفة بارتفاعه التدريجي يقهر فتحة المقدمة على أن تنحني ببطء إلى الأسفل ، وباطنه الذي هو جزء من تجويف الفم إلى الأسبوع الخامس يبتدئ في الانفصال عنه في مدة الأسبوع