يتجاوز أربعة خطوط ، ولا بد من وجدانها إذا فتش عليها في الأسبوع الرابع ، ولما كانت خالية من الأجفان والزوايا العينية والجهاز الدمعي وكانت مشابهة لقرص مستدير قطره نصف خط محدّب قليلا ، لم تكن منفصلة عن الجسم الأشق سطح ضيق جدا ، ولا تشاهد إلا بالبحث عليها بسن أبرة ، وفي كل عين نكتتان تتميزان ، إحداهما بيضاء مصفرة على شكل مركز ، والأخرى سوداء على هيئة دائرة تحتوي على الأولى من جهة ومن الجهة الأخرى تتصل بالجلد ، والنكتة المركزية تكون أولا أعرض من الدائرة المسودة المحيطة بها ، لكن هذه عموما تتسلطن على الأولى في آخر الأسبوع السادس ، وهاتان النكتتان هما ولا بد الصلبة والقرنية التي لم تزل إلى الآن معتمة ، ولا تختلف عن طبيعة الأظفار إلا بلونها.
«المبحث السادس في الأذنين»
الأذن تظهر أيضا مبكرة ، ونهاية ما يتأخر تمييزها إلى الثلاثين ، ولا تكابد عظيم تغير إلى نهاية الأسبوع السابع تقريبا ، وتظهر أولا بهيئة فوهة جراب جلدي أو انخفاض هرمي ضيق قليل العمق ، ثم بعد بعض أيام تشبه ببادئ الرأي لسعة علقة وإنما بدل أن يكون لها ثلاث زوايا يكون لها أربع في الغالب ، وأما الصيوان فلا يكون له إذ ذاك أثر أصلا ، وفتحته تكون مساوية للجلد ، ثم في خمسة أسابيع إلى ستة تبتدئ الزوايا الداخلة لهذا الانخفاض الصليبي أو المعين بأن تبرز عن الجلد فالزنمة هي التي تظهر أولا ثم الوترة ثم بقية الأجزاء ، وتمكث زمنا ما قبل أن تنحني وعلى الرأس على نفسها.
«المبحث السابع في الأطراف»
هي تظهر كلها مع بعضها متساوية الأقطار تقريبا ، فالطرفان الصدريان ـ أي العلويان ـ يخرجان من الجزء المقدم للأشرطة الجانبية من الساق الفقري بمساوية متساوية تقريبا بين طرف رأس وطرف العصعص على فرض استقامة الجنين ، والطرفان السفليان يشاهدان أعلى من العصعص بخط تقريبا ، ويكون هذا العصعص منحنيا من الخلف إلى الأمام كأنه مخفي في المسافة بينهما ، واليد تظهر أولا على شكل لوح ذي حافة سائبة رقيقة غير منقسمة ، والرجل لا تختلف عنها اختلافا محسوسا ، ثم من الثلاثين إلى الأربعين يعرف العضد مع اللوح وحينئذ يرى الكائن كأنه طير ، وإلى الخمسة والأربعين يعرف الساعد والساق ، وتبتدئ نقط الأصابع في الانفراد عن بعضها ، وفي خمسين إلى خمسة وخمسين ينفصل المرفق والعضد عن الصدر بعد أن كانا كأنهما ملتصقان به بواسطة غشاء ، والعقب والركبة ينعزلان أيضا ، وتتميز أصابع اليد عن بعضها ، والطبقة اللزجة التي تضم قواعدها ببعضها لا تمتد إلى أطرافها الظفرية ،