سبعة أو ثمانية للكلاب ، وذهب بعضهم إلى أن الجنين لا يبتدئ فيه الشكل البشري إلا في نحو اليوم الخامس والثلاثين ، وأنه يكون حينئذ في عظم النحلة ، وذهب أرسطاطاليس إلى أن الجنين يكون في الأربعين في حجم علقة صغيرة من علق الثعابين ، وبعضهم زعم أنه يكون دوديا مستطيلا منتفخا في الوسط في اليوم الخامس عشر إلى العشرين ، وزعم بعضهم أن الجنين في ثلاثة أسابيع لا يوجد فيه أثر للرأس ، وأن البطن يظهر على شكل نتوء مخروطيّ مستند على الغشاء الباطن للبذرة.
(المبحث الثاني في العمود الفقاري في العلقة):
العلقة البشرية تشبه في الابتداء من بعض الوجوه علقة الثعابين ، فهي ساق منحن على هيئة دائرة تقرب للتمام ، في تلك الحالة قد يكون طولها خطين أو ثلاثة نحو الأسبوع الثالث ، ولو فرض استقامتها ؛ لبلغت أربعة خطوط أو خمسة ؛ وأحد طرفيها منتفخ ومستدير ، والآخر ينتهي بطرف حادّ ، وهذا الساق مجوف نصفه شفاف ، ويظهر أنه مملوء بسائل صاف يشاهد في وسطه حتى للعين العادية خيط معتم أبيض أو مصفر هو المجموع المخي الشوكي.
«المبحث الثالث ما يظهر في العلقة من الأمور» :
الأول : أن السلسة هي الجزء الأساسي للجسم. الثاني : أن هذا المحور يظهر قبل جميع الأعضاء. الثالث : أنه يوجد منفردا زمنا طويلا. الرابع : أن شكله لا يختلف في ذاته في الابتداء عنه في بقية أزمنة الحياة الرحمية. الخامس : أن العلقة إلى عشرين يوما لا تكون مستقيمة ولا منتفخة من وسطها. السادس : أن الرأس يكون أقله نصف طول العلقة. السابع : أن تقوسها يكون أقرب إلى شبه دائرة ، كلما كانت أقل نموا كانت مستديرة. الثامن : أن هيئة محيطها الظاهر يختلف قليلا في الابتداء عما يكون فيما بعد وأما محيطها الباطن أي تقعيرها فيستدعي انتباها عظيما بسبب التغيرات التي يكابدها فإن في هذا السطح المقعر تظهر جميع الأشياء على التوالي بهيئة عجيبة مدهشة ، فالفك السفلي والأطراف والكتلة التي تملأ الصدر ، والبطن تنمو وتتسلطن قبل غيرها على هيئة أزرار تخرج من فروع شجرة أو إبط نبات والدائرة الظاهرة تمتلئ شيئا فشيئا.
(المرتبة الرابعة) :
في قوله تعالى : (فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً) [المؤمنون : الآية ١٤]. أي جعلنا ذلك المني علقة ثم مضغة أي قطعة لحم ؛ لأنها مقدار ما يضغ كالغرفة ، وهي مقدار ما يغترف وسمي