بواسطة البخار المنوي ، أو بمزج مغناطيسي ، أو بإثارة كهربائية ، أو من مجرد الاضطراب الذي يحصل بالوطء أقوال. الثالث : القائلون بالحيوانات الصغيرة فمنهم من يرى أن التلقيح يحصل في الرحم بدون مشاركة البذر ، ومنهم من يرى أن الحيوانات المذكورة تجذب في الرحم حوصلات المبيض للتراكم معها هناك فيحصل التلقيح ، ومنهم من فرض أن واحد من تلك الحيوانات يجذب بذرة في الرحم فيدخل فيها برفعه صماما صغيرا منها وفي هذه اللحظة التلقيح ، وأما «بريقوس» «ودوماس» فرجعا إلى رأي «بقراط» «وأسطاطاليس» ، واختار أن تجويف الرحم هو مجلس التلقيح ، وأكد ذلك بأمور ، منها أنهما لم يجدا في تجرباتهما شيئا من تلك الحيوانات في البوق ولا في المبيض مع أنهما وجدا كثيرا منها في الرحم وقرنيه ، ومنها أن البذر محتاج قبل الخلط إلى أن يغلف بطبقة مخاطية ، ولا يأخذ ذلك إلا من البوق في ذهابه من المبيض إلى الرحم ، ومنها أنهما لم يشاهدا حصول التلقيح الصناعي للبذر الذي أخذا من المبيض مباشرة مع أنه لا شيء أسهل عندهما من أحياء البذر الذي اجتازه البوق ، لكن يشكل على ذلك أن «رويش» شاهد المادّة المولدة أعني المني في بوق امرأة زانية قتلها زوجها عند ذلك ، وبعضهم وجد مثل ذلك في إناث حيوانات قتلها كذلك ، وبعضهم شاهد مثل ذلك في كلاب وبقر ، وحيث علم عندنا أنه لا يمكن تلقيح بيض الضفادع إلا بتغطيها قبل ذلك بدهان مخاطي سميك ساغ لنا أن نقيس على ذلك حصوله أيضا في الناس ، وأما البذور التي وجدها «بريقوس» «ودوماس» غير قابلة للتلقيح ، فيظهر أنهما لم يفضلاها بقوة من المبيض إلا بعد أن أحدثت الآلات تغيرا فيها (٢) ، فعلى فرض أنه لم يثبت وجود حمل بوقي ، ولا مشاهدة الجنين الذي شاهدوا نصفه في البوق ونصفه في المبيض ، ولا الحمل الخارج عن الرحم الذي شوهد سيأتي على الأثر.
«المبحث الثالث في اختلاط النطف» :
اعلم أن حركة التلقيح خفية علينا ، ونهاية ما نقول فيها إن واحدة من الحوصلات المحوية في المبيض تعظم بسرعة بعد البلوغ ، وتعلو عن سطح العضو ويرق غشاؤها الظاهر شيئا فشيئا ، ثم في وقت الجماع تنشق فتبرز منها بذرة صغيرة هي البذرة الحقيقية ، قد تدخل حالا في البوق الموضوعي طرفه بهيئة المحجم على المحل الذي فيه البذرة من المبيض فالمحفظة التي تحتوي على البذرة قبل أن تنشق سماها بعضهم الجسم الأصغر ، ثم إذا انشقت المحفظة حصل منها جرح صغير دام يلتحم تدريجيا يترك في محله ثنية أو أثرة هابطة يختلف
__________________
(٢) قوله : فعلى فرض ... إلخ. كذا بالأصل ، وانظر ما متعلقه. اه.