حقيقي دموي في النسيج القابل للانتصاب من هذين الجسمين المجوفين ، وفي قناة البول والحشفة أيضا ، وينبغي أن ينسب هذا الاحتقان إلى تهيج يحصل في هذه الأنسجة بسبب ثوران شهوة الجماع ، ومع هذا فالقضيب يكتسب صلابة ضرورية يتمّ بها دخوله في القناة الفرجية الرحمية ، والتنبه الذي يحصل له يسري إلى باقي الجهاز التناسلي من الرجل ، فعند ذلك يكثر إفراز الأنثيين كما يكثر إفراز اللعاب من الغدد اللعابية عند المضغ ، ثم يجيء المني عند ذلك بكثرة في الحوصلات المنوية ، فتنتبه منه هذه الحوصلات ، ثم تنقبض وتدفعه بواسطة القناة القاذفة له إلى قناة البول فتتقلص هذه القناة بدورها ، ويحصل هذا الانقباض التشنجي لجميع العضلات المجاورة هناك فبمساعدة هذه القوى المحركة لبعضها تقذف المني بعيدا في المهبل ، ووظيفة المرأة في هذا الوقت أي وقت دخول الذكر فيها قاصرة بالكلية ، فإن أعضاء تناسلها الظاهرة تتهيأ تهيأ به يحصل دخول الإحليل فيها دخولا مخرزيا ، إلا إذا وجدت عوائق تعوق دخوله كغشاء البكارة وكالاحتقان الحيوي الذي يحصل لنسيج الفرج القابل للانتصاب ، وفعل العضلة العاصرة للفرج ، ومنفعة هذين الأخيرين أن يضغطا على الإحليل ويجعلا مصادمته تامة ما أمكن ، والمرأة تشارك الرجل في ثوران الشهوة الملذذة فيوجد في بظرها وفرجها احتقان انتصابي بكيفية كالكيفية التي توجد في الرجل وزيادة ، وهذا يحصل بواسطة نتيجة إدخال القضيب فيها ، فعند ذلك يستمر الاختلاج الملذذ مدّة الجماع ، ويتزايد على التدريج حتى يصل إلى درجة تبقى فيها المرأة مصابة بحالة تشنجية مدهشة مماثلة للحالة التي تحصل للرجل ، فحينئذ يحصل في المبيضين والبوقين تأثير يحصل منه العلوق.
(المبحث الثاني في العلوق):
الجماع الذي شرحناه آنفا هو الفعل التناسلي الفريد الذي منه ينشأ التوالد ، لكنه سواء استولت عليه الإرادة أو لم تستول عليه ليس إلا فعلا تجهيزيّا شبيها بالأفعال المتقدّمة على الهضم في كونه ينفع في تقريب وصب الموادّ المنفرزة من الرجال والنساء لأجل تكوين شخص جديد ، ومن الواضح على حسب التجارب المعقول فيه أن المني الناشئ من الرجال هو المعين على حصول العلوق ، وأما السيال المسمى بالمذي والسيال المسمى بالودي فليسا إلا بمنزلة مسوغ ومحلل للسائل المنويّ ، لكن لم يعلم إلى أي محل من الجهاز التناسلي من الناس يصل هذا السائل المندفع ، والعلماء قد اختلف فيه رأيهم على حسب ما اختاروه من الطرق في حصول التناسل ، فبعضهم قال : إن هذا السائل المنوي يقف في المهبل لكونه زعم أن يمتص منهم ثم يتجه إلى المبيض من سبل الدورة وبعضهم قال : إنه يصل إلى الرحم ثم يتصاعد بخارا حتى يصل إلى المبيض فيحصل العلوق ، وبعضهم وهو الأخير قال على سبيل