المختلفة للحيوان ، وتنفصل منه في زمن معلوم لتتكون منها حيوانات جديدة ، وهذه الطريق مشابهة لما يحصل في النباتات التي يكون كل زر فيها عبارة عن نبات على حدته ، وهذه الحيوانات منها ما يكون خالصا ، ومنها ما يكون ملتصقا بالأجسام الغريبة التي تمنعها من أن تغير محلها كالإسفنج ومنها ما يكون ملتصقا ببعضه مركبا ، أي أن جملة منها تكون ملتحمة ببعضها بحيث أنها لا تكون إلا حيوان مركبا ، وهذا يشاهد في المرجان وجميع الحيوانات ذات المساكن الجيرية ، وهي التي تكون لنفسها محورا جبريا أو قرنيا ، وتكون هذه المساكن على هيئة كتلة إسفنجية مختلفة الحجم ، أو على هيئة فروع ملتصقة بجذع عام ومنتهية بفريعات قد اعتبرت زمنا طويلا نباتات بحيرية ، وبسبب هذه المشابهة وبساطة بنية عدة حيوانات.
وزوال الأعضاء الرئيسية التي تميز الحيوان قد سميت الحيوانات النباتية ، والواقع أن الحيوانات والنباتات تتشابه مع بعضها في هذا القسم ، حيث إنه يوجد بعض الحيوانات من النقيعية ليست مكونة إلا من جزء بسيط متحيون ، وأن للأشكال الأولية للملكة النباتية حويصلة غير متحيونة وحينئذ فالحيوانات والنباتات تبتدئ بالحويصلة العضوية التي تتحيون لتكون ابتداء السلسلة الحيوانية ، وتبقى غير متحركة لتصير قاعدة للنباتات ، وبالقرب من هذه النقطة العامة يرى ازدياد المشابهات بين الحيوانات والنباتات مع أن الاختلافات التي تميزها بين المملكتين عن بعضهما تزداد كلما تباعدتا عن هذه النقطة ، وقد قسمت هذه الحيوانات النباتية إلى قسمين ثانويين متميزين عن بعضهما بشكلهما العام :
(الأول) : الحيوانات النباتية الشعاعية وأعضاؤها موضوعة غالبا حول محور ولها شكل نجمي.
(والثاني) : الحيوانات النباتية الكروية وجسمها كروي كثيرا أو قليلا خصوصا في حداثة سنها ؛ لأن تقدمها في السن يمكن أن يصيرها غير منتظمة بالكلية ، فالحيوانات النباتية الشعاعية هي التي بنيتها أكثر تضاعفا ، وتنقسم إلى ثلاث رتب ، وهي ذات الجلد الشوكي ، ونجوم البحر وأنواع المرجان الأبيض والأحمر والحيوانات النباتية غير الشعاعية تنقسم إلى رتبتين لا يوجد بينهما ارتباط إلا كونهما موضوعتين في آخر السلسلة الحيوانية ، فالرتبة الأولى تشتمل على أنواع الإسفنج ، والرتبة الثانية تشتمل على الحيوانات النقيعية.
(الرتبة الأولى ذات الجلد الشوكي):
القنافذ البحرية جسمها منتفخ مغطى بقشرة حجرية جيرية مثقوبة بعدة ثقوب صغيرة ،