اللون الأزرق لعباد الشمس ، وهذه المادة تشبه خلاصة اللحم ؛ لأنها إذا سخنت تفوح منها رائحة اللحم المشوي ، وإن دام التسخين حتى تفحمت واحترقت بقي منها رماد قليل يحتوي على أملاح القلى.
المبحث الثاني في ماء الأنثى :
هو سائل مائي فيه بعض لزوجة ينفرز من جدران المهبل لا سيما من قرب الشفرين ؛ لأن في طرفه منسوجا يشبه منسوج الغدد شبها خفيفا ، وهذا السائل مخالف لمني الذكور ؛ لأنه خفيف شفاف رائق لا يوجد فيه شيء من الحياة التي توجد في مني الذكور ، ووجود الحياة المذكورة لا يختص بمني الآدميين بل يوجد في مني غيرهم من الحيوانات إلا أن القدرة الإلهية جعلت تلك الأوعية الانتصابية في فوهة الفرج وجعلت نزول هذا السائل بلذة تامة لتتنبه الأعضاء التناسلية للمرأة لأجل التلقيح في المبيض ، والمبيضان هما جسمان بيضيا الشكل مفرطحان حجمهما كحجم الفندقة وهيأتهما ليفية ، وهما مؤلفان من حوصلات صغيرة لونها مائل للصفرة ، محتوية على سائل لزج ، وهذان المبيضان هما المشتملان على بذور الأجنة والله تعالى أعلم.
المبحث الثالث في الأمشاج :
الأمشاج الأخلاط جمع مشج أو مشيج من مشجت الشيء إذا خلطته كما تقدم ، وصف النطفة به لما أن المراد بها مجموع الماءين يخلق منهما الولد في الرجل يحتوي على مقدار كثيرا من الحياة المنوية التي يمكن أن تصير كلها بعد نموها كائنات شبيهة بالكائن الناشئة هي منه ، ويصير محتويا على أصل جيد يتولد منه المجموع العصبي والأنثي إنما تفيده العنصر الخلويّ الوعائي.
«المقالة العاشرة»
في قوله تعالى : (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ (١) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ (٢) وَوالِدٍ وَما وَلَدَ (٣) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ) (٤). أما قوله تعالى : (وَوالِدٍ وَما وَلَدَ) [وبيان اقوال المفسرين] (٣) [البلد : الآية ٣]. فاعلم أن هذا معطوف على جملة قوله : (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ) (١) [البلد : الآية ١]. وقوله : (وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ) (٢) [البلد : الآية ٢]. معترض بين المعطوف والمعطوف عليه ، وللمفسرين فيه وجوه :
(أحدها) : أن الوالد هو آدم عليهالسلام ، وما ولد ذريته أقسم بهم إذ هم أعجب من