الحلقة الأربية ويتصل بالحوصلة المنوية ، ومن هناك تنشأ القناتان القاذفتان للمني : وأما الحوصلتان المنويتان فوضعهما في أسفل المثانة وأعلى المستقيم ، وهما حوصلتان صغيرتان غشائيتان طول كل واحدة نحو قيراطين وعرضها نصف قيراط ، ومنفعتهما أنهما مخزن للمني يحفظ فيهما في غير وقت المباضعة ، ويخرج منهما في وقتها.
وأما القناتان فهما مكونتان من اجتماع القناة الدافعة التي للحوصلتين المنويتين والقناة الناقلة ، طولهما نحو قيراط تمران من الحوصلتين وتنفتحان في المجرى.
«المبحث الرابع في الأعضاء التي يستقر فيها الكائن الجديد في الأنوثة وهي الرحم والبوق والمبيض» :
أما الرحم فوضعه في وسط الحوض فيما بين المثانة والمستقيم أعلى المهبل وأسفل التلافيف السفلى للأمعاء الدقيقة ، شكله مثلث كمثري مجوف مفرطح من الأمام إلى الخلف سمكه نحو قيراط ، وعرضه من الأعلى نحو قيراطين ، وهو ضيق مستطيل من الأسفل ، وينقسم إلى جسم وعنق وتجويف ، فالجسم طويل نحو قيراطين ، وعلى جانبي الرحم من الأعلى ثقبان. كل واحد من جانب يتصل بهما البوقان. وأما العنق فطوله من عشرة خطوط إلى قيراط ، وقطره من الأمام إلى الخلف من ستة خطوط إلى عشرة ، وجزؤه العلوي يتصل بالرحم ويحيط المهبل ، والسفلي يبرز في قعر المهبل ، ويوجد في رأسه فتحة توصل بتجويف الرحم ، محدودة بشفتين تتميزان إلى مقدمة وخليفة. وأما البوقان الرحميان فامتدادهما من الثقبين على جانبي الرحم إلى محاذاة قرب العنق ، طولهما من أربعة قراريط إلى خمسة ، قطرهما صغير جدّا ، وطرفهما الأنسي مثبت في الرحم ، والوحشي سائب ومنبسط مشرشر يسمى بصيوان البوق ، يحضن المبيض ، وأما المبيضان فوضعهما في صيوان البوق ، شكلهما بيضي أصغر في الحجم من الخصيتين وفي سطحهما غضون وتكرش ومسافات ، وفيما بينهما حوصلات صغيرة شفافة عدتها من خمسة عشر إلى عشرين ، وحجمها كحبة الدخن ، تحتوي على سيال لزج يميل للصفرة ، منفعتهما أنهما يحتويان على حوصلات يظن أنها بذر فيه تكوين سابق قابل للنمو من مني الذكر ، والذي ينقله إلى الرحم البوقان.
«المقالة التاسعة»
في قوله تعالى (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ) [الإنسان : الآية ٢].
اعلم أن المشج في اللغة : الخلط من مشج يمشج مشجا إذا خلط ، والأمشاج