طرفها حويصلة ، وحيث إن حيوان الجرب رخو فيوجد على سطحه أجزاء قرنية تخدم هيكلا ، وهذا له فم موضوع في الجزء المقدم من جسمه ، ويتصل هذا الفم بمريء ضيق مستطيل يتصل بمعدة صغيرة جدا ، والأمعاء قصيرة قليلة الفرج ، وحالة سكون هذا الحيوان تكون الرجل منقبضة تحت جسمه ، فإذا مشى يبسطها ، وهو يمشي بسرعة فيمكن أن يصل من اليد إلى الكتف في أقل من عشر دقائق.
(في تأثيره في الإنسان):
يوجد هذا الحيوان خصوصا في اليدين بين الأصابع ، وفي أغلب أجزاء الجسم ما عدا الوجه ، ويعرف وجوده في الجلد بالميازيب ، وهذه الحيوانات تحدث أكلانا زائدا للغاية يحمل المريض على حك الجلد بقوة ، والمرض الذي يحدثه هذا الحيوان يسمى بالجرب.
(في بيان حيوان الجرب):
حيوان الجرب ليلي يثقب الجلد ليسكن ، ومتى صار تحت الجلد يشتغل بتهيئة محل مناسب له ، ويختار السكنى في اليدين عن غيرهما من باقي أجزاء الجسم ، ومتى انتخب محلا مناسبا له يدخل فمه في البشرة ويمزقها ثم يوسع الفتحة يمينا ويسارا حتى تقبله ، ثم يدخل في الجلد ولا يظهر بعد ذلك ويحفر فيه طريقا على هيئة قوس متعرج ، وتوجد حويصلات الجرب على مسير هذا الخط أو بالقرب منه ، وهي ارتفاعات في حجم حبة مستديرة شفافة نحو قمتها ، وهذه الحويصلات تكون منفصلة عن بعضها ، والغالب أن تختلط ببعضها فيما بعد ، ويوجد في باطنها سائل مصلي لزج شفاف مصفر أو وردي يحتوي تارة على قليل من الدم ، وحينئذ يكون لون الحويصلات مائلا للسمرة ، والدهليز يشرف من أحد طرفيه على بروز ، وهو نقطة مائلة للبياض ، وحيوان الجرب يوجد في هذا البروز ؛ لأنه لا يمكث في حويصلات الجرب ؛ ولأجل استخراج حيوان الجرب من الجلد يلزم تمزيق البشرة بواسطة إبرة أو دبوس بعيدا عن النقطة البيضاء بنحو خط ويشرح هذا المحل بلطف مع الاتجاه نحو مركز البروز ، ثم يمر بالآلة أسفل الحيوان الصغير فيرفع باحتراس ، وصعوبة هذه العملية بسبب استخراج هذا الحيوان حيا ومتى أخرج يكون شبيها بحبة من النشاء ، ويكون فمه وأرجله مختفية تحت بطنه كأنه ميت ، وإذا وضع على الظفر يبقى غير متحرك لكنه يتحرك ويمشي بسرعة كافية بعد زمن يسير.
(المسألة الثانية):
مثل الله تعالى اتخاذهم الأوثان أولياء باتخاذ العنكبوت نسجه بيتا ، ولم يمثله بنسجه