يشاهد على طرف زبانة عادة نقطة صغيرة جدا من السم ، وحينئذ يحصل انقذاف السم قبل دخول الزبان في منسوج الحيوان الملدوغ تأثيره في الإنسان ، ويعرف لدغ العقرب ببقعة لونها أحمر داكن تأخذ في الإنسان شيئا فشيئا وتصير مسودة نحو مركزها ، ويحصل التهاب في الجزء المصاب مصحوب بحمرة وورم وألم ، ويحصل للملدوغ قشعريرة ، ويتندى جسمه بالعرق كأنه مصاب بالحمى ، والعقرب يكون أكثر خطرا كلما كان أكبر حجما وسنا وأكثر تهيجا كان في إقليم أكثر حرارة ، والجروح التي تتكون من لدغه يندر أن تكون مهلكة ولو كان العقرب المحدث لها كبير الحجم.
(في بيان الحيوانات العنكبوتية)
منها ما له أربعة أعين ، ومنها ما له عينان ومنها ما له عين واحدة ، ومنها ما لا أعين له بالكلية ، وأغلب هذه الحيوانات لا ترى بالبصر إلا قليلا ، وهي كثيرة العدد ، وبعضها يعيش تحت الأحجار والأوراق وقشور الأشجار وتحت المياه وفي جميع المحال التي يوجد فيها مواد عضوية في حالة تحليل خصوصا في الجبن واللحوم والحيوانات المجففة وفي القروح العتيقة ونحو ذلك ، وبعضها يعيش طفيليا بباطن الجلد أو في لحوم الحيوانات الحية ، ومنها ما يكون مسببا للأمراض التي يقال : إنها تعدي. وأنواعها كثيرة ، ولا نذكر منها إلا حيوان الجرب فنقول :
(حيوان الجرب)
هذا الحيوان يوجد في القروح المتحصلة من الجرب في اليدين والأجزاء الأخرى من جسم الإنسان ، وهو السبب الوحيد لهذا المرض ، ويسكن تحت جلد الإنسان فيسبب له الجرب ؛ لأنه يكون فيه حويصلات صغيرة وبعد أن يتبع تعاريج الجلد يستريح ويحدث أكلانا ، والإنسان المعتاد على رؤية هذا الحيوان يراه بعينه تحت البشرة ، ويسهل أخذه بسن إبرة ، وهو صغير جدا وشكله مستدير ولا يرى رأسه تقريبا ، والفم والأرجل شقر أو مائلة إلى الصفرة ، والبطن وبيضاوي رخو ، ويوجد على ظهره خيطان منحنيان لونهما أسمر ، وأرجله ثمانية قصيرة ، فالأربعة المقدمة منها غليظة مخروطية منقسمة إلى جملة مفاصل يوجد عليها وبر يكون بعضه ذا طول مناسب ، ويوجد في طرف أرجله جزء طويل دقيق مستقيم أسطواني ينتهي بحويصلة صغيرة مستديرة يرتكز بها الحيوان على المحل الذي يمشي فيه ، وهذا الجزء الدقيق يتحرك على الساق بحسب إرادة الحيوان ، والأرجل الأربعة الخلفية موضوعة بعيدا عن المقدمة وأقصر منها ، وكل منها ينتهي بجزء دقيق طويل جدا ذي لون أسمر ، ولا يوجد في