وتقبل أوعية الامتصاص التي للأطراف السفلى والبطن والصدر والذراع الأيسر والجهة اليسرى من العنف والرأس ، وأما الذراع الأيمن والجهة اليمنى من العنق والرأس ، فيوجد لأوعيتها اللينفاوية جذع عظيم لينفاوي ، وينفتح في الوريد تحت الترقوة الأيمن.
«في كيفية الامتصاص» :
قبل أن نتكلم على امتصاص «الكيلوس» نبين حقيقته ، فنقول : «الكيلوس» سائل أشهب منوي الرائحة حلو الطعم ، وقد يكون مالحا ، وقوامه كقوام اللبن ، وتختلف صفاته بحسب اختلاف الأطعمة المكونة له ، وإذا جذب من القناة الصدرية ، وترك ساكنا بلا تحريك انفصل كالدم إلى جزءين : «أحدهما» خثر لنفي وردي اللون ، والآخر زلالي يشبه مصل الدم يبقى حافظا لسيولته : ويحتوي زيادة على ما ذكر على مادة دهنية ذات طبيعة مخصوصة ، ولنرجع إلى امتصاصه فنقول : قد ادعى الأطباء أنه شاهد بعض أوعية كيلوسة في المعدة فقال إن ابتداء امتصاص «الكيلوس» يكون في هذا الحشاء ، ورد ذلك بأن ابتداءه إنما يكون من نحو نصف الاثنى عشرى ، ويستمر إلى آخر الصائم على نسق واحد ، ثم يتناقض تدريجيا حتى أنه في آخر الأمعاء الدقاق لا يدرك لكن ينبغي مع ذلك أن يعتقد أنه مستمر بضعف في الأمعاء الغلاظ ، لأنه يوجد فيها أوعية كيلوسية وإن كانت لا تكفي في التغذية كما شوهد ذلك بالحقنة المغذية ، ثم إن القوى التي بها يتحرك «الكيلوس» هي أولا فعل الامتصاص ، ثم انقباضات مخصوصة بالأوعية اللينفاوية ، ثم معاونة حركة الأعضاء التي توجد فيها هذه الأوعية.
«في الامتصاص» :
لا ينبغي أن يعتقد أن الامتصاص من سطح الأمعاء خاص ب «الكيلوس» بل تشاركه في ذلك المشروبات الحاملة لموادها الملونة وللأملاح المحلولة بها ونحو ذلك ، فإن هذه تمتص أيضا من سطح الأمعاء وترسل إلى دورة الدم ، لكن لم تتفق آراء الأطباء على الأعضاء المعدة لهذا النوع من الامتصاص ، ويظهر أن الأوعية الكيلوسية غير معدة لهذا النوع ، بل الأعضاء الرئيسية له هي الأوردة الماساريقية كما يظهر ذلك لأمور ، أما أولا : فلأن الأوردة المذكورة من حيث إنها أعظم حجما من الشرايين الماساريقية يقرب للعقل أن لها منفعة أخرى غير ترجيع الدم الشرياني ، وأما ثانيا فلأن فوهات هذه الأوردة منفتحة في السطح المعوي ، وأما ثالثا فلأن الجواهر السائلة تمتص ، ولا يحصل فيها تغير ، ولذلك كان الحقن بالسم في المعي بعد ربط القناة الصدرية في بعض الحيوانات تسبب موتا سريعا ، ولو كان الماص لها هو